دخلت القيود المشددة الجديدة التي أعلنت عنها جهة مدريد يوم الجمعة الماضي لمحاصرة تفشي وباء ( كوفيد ـ 19 ) حيز التنفيذ اليوم الاثنين لتشمل حوالي مليون شخص موزعين على 37 منطقة صحية بالجهة عرفت في الأسابيع الأخيرة زيادة مقلقة في عدد حالات الإصابة بالوباء .
وتتضمن هذه التدابير والإجراءات الجديدة التي تستمر لأسبوعين تقييد وحصر التنقل مع تقليص عدد التجمعات في ستة أفراد بالإضافة إلى إغلاق المتنزهات والحدائق العمومية والحد من القدرة الاستيعابية للمتاجر والمطاعم والمقاهي والمرافق الأخرى في نسبة 50 في المائة من طاقتها مع تحديد وقت إغلاق أبوابها في العاشرة مساء .
ولن يتمكن سكان المناطق المعنية بهذه القيود المشددة والبالغ عددهم 850 ألف نسمة وهو ما يمثل 13 في المائة من العدد الإجمالي لساكنة جهة مدريد يعيشون بالخصوص في مناطق وبلديات وأحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة مدريد من الخروج من أحيائهم إلا لأسباب ضرورية مثل التوجه إلى العمل أو للتطبيب أو المدرسة مع حظر الدخول إلى هذه المناطق إلا للأسباب الضرورية المعلن عنها .
ودعت السلطات المحلية لجهة مدريد سكان هذه المناطق التي خضعت للقيود المشددة الجديدة إلى البقاء في منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى مشددة على أن الأمر ليس حجرا صحيا شاملا أو احتواء تاما كما كان عليه الوضع خلال فصل الربيع الماضي .
كما سيتوجب على سكان هذه المناطق التوفر على وثيقة خطية للسماح لهم بالتنقل من أجل العمل أو التطبيب أو التوجه إلى المدرسة وستقوم الشرطة البلدية بعمليات تدقيق عشوائية بدعم من الشرطة الوطنية والحرس الوطني كما أعلنت عن ذلك السلطات المحلية لجهة مدريد في ندوة صحفية أمس الأحد.
وكان مئات الأشخاص قد تظاهروا أمس الأحد في المناطق والأحياء المعنية وأمام مقر البرلمان الجهوي بمدريد تلبية لدعوة مجموعة من المنظمات وذلك للاحتجاج على هذه القيود المشددة الجديدة التي فرضتها سلطات الجهة في محاولة منها لوقف الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد .
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات تندد بهذه الإجراءات والتدابير الجديدة وتشجب الخصاص الكبير الذي تعاني منه المنظومة الصحية على مستوى الجهة خاصة من حيث عدد الأطباء والممرضين وكذا التجهيزات والمعدات الضرورية والذي تفاقم أكثر مع الأزمة الصحية الحالية .
وتعد جهة مدريد من بين الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي في إسبانيا الأكثر تضررا بتفشي وباء ( كوفيد ـ 19 ) حيث يسجل بها منذ أسابيع ثلث العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة التي يتم الإعلان عنها في إسبانيا .
كما يعتبر معدل حالات الإصابة التراكمي وكذا عدد حالات الوفيات بالوباء والضغط الذي تعاني منه المستشفيات والمراكز الصحية بالجهة أعلى بكثير في جهة مدريد منه في بقية الجهات المستقلة الأخرى ما يجعلها من أكثر الجهات تضررا بالجائحة .
وقالت إيزابيل دياز أيوسو رئيسة جهة مدريد خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الجمعة الماضي للإعلان عن فرض القيود الجديدة إن معدل الإصابة بالفيروس في المناطق الصحية التي ستخضع لهذه التدابير الاحترازية يسجل أكثر من 1000 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة بينما المعدل الوطني لا يتجاوز 8 ر 267 حالة .
يشار إلى أن إسبانيا التي تعد إحدى الدول الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا تجاوزت الأسبوع الماضي حاجز 30 ألف حالة وفاة و 600 ألف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس حسب الأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة .