تواجه شركات التواصل الاجتماعي، على غرار “فيسبوك” و”تويتر”، ضغوطاً كبيرة لمنع منصاتها من التحول إلى ناقل للمعلومات المضللة، والتدخل في الانتخابات والفوضى بأميركا.
وعلى مدار الشهرين الماضيين، طرح موقعا “فيسبوك” و”تويتر” سياسات جديدة استعداداً لليلة انتخابات “معقدة وربما فوضوية” في الـ3 من نوفمبر المقبل بالولايات المتحدة الأميركية، لاحتمال أن تكون نتائجها غير واضحة أو متأخرة، وفق تقرير لوكالة “بلومبرغ”.
ومثل العديد من الأميركيين، يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة “فيسبوك” مارك زوكربرغ أن تكون ليلة الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر، “مربكة وعنيفة”.
وقال زوكربرغ لموقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، الشهر الماضي: “لسوء الحظ، أعتقد أن هناك خطراً متزايداً باحتمال حدوث اضطرابات مدنية، في الفترة الممتدة بين التصويت وصدور النتيجة.. أعتقد أننا بحاجة لبذل كل ما بوسعنا لتقليل فرص العنف أو الاضطرابات المدنية عقب هذه الانتخابات”.
وحدّثت الشركتان قواعدهما هذا الأسبوع، في إشارة إلى أنهما لا تزالان بصدد ضبط استراتيجياتهما، قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات.
وتنطلق هذه الاستراتيجيات من إشكالية أن أي تأخير في الإعلان الرسمي عن الفائزين ليلة 3 نوفمبر، قد يربك الناخبين ويوفر فرصة للمستخدمين، بما في ذلك المرشحين أنفسهم، لنشر معلومات مغلوطة عبر الإنترنت.
ويتخوف مراقبون، وفق “بلومبرغ”، من أن أي تضارب في المعلومات حيال نتائج التصويت، قد يؤدي إلى أعمال شغب أو احتجاجات، فيما يحذّر آخرون من أن عمليات الترهيب المحتملة في مراكز الاقتراع، أو انتشار المعلومات الخاطئة عن كيفية التصويت، قد يعني إحجام الناخبين عن المشاركة في العملية الديموقراطية.
ولتدارك هذه السيناريوهات المحتملة، اتخذت شركات التواصل الاجتماعي تدابير عدة، استعداداً واستباقاً لليلة الانتخابات.
وضعت شركة “فيسبوك” قيوداً على الإعلانات السياسية، تشمل حظر أي حملة إعلانية جديدة تبدأ قبل أسبوع من يوم الانتخابات.
كما تشمل القيود تعليق الإعلانات السياسية بالكامل بعد إغلاق صناديق الاقتراع، لمنع المرشحين من الترويج للادعاءات المضللة، في الساعات التي تسبق التصويت أو تليه.
وستضع “فيسبوك” علامة تحذيرية على منشورات المرشحين الذين يدّعون الفوز قبل صدور النتائج الرسمية، وتحظر الإعلانات التي تفعل الشيء نفسه.
وستربط المستخدمين بمركز معلومات التصويت الذي سيتضمّن نتائج محدّثة تجمعها وكالة “رويترز”، كما ستضيف روابط إلى المنشورات عندما يحاول مرشح تقويض نتائج الانتخابات، بالادعاء أنها مزوّرة.
وبمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، ستضع الشركة تنبيهاً أعلى صفحة كل مستخدم (على منصتيها فيسبوك وإنستغرام) لتوجيهه إلى مركز معلومات التصويت. وإذا ادعى المرشحون الفوز مبكراً، سيحدّد هذا التنبيه أن فرز الأصوات لا يزال جارياً.
وتقول “فيسبوك” إنها ستتخذ موقفاً حازماً بشأن التخويف من التصويت، وستزيل المنشورات التي تشجع على “الانخراط في مراقبة الاقتراع، عندما تستخدم تلك الدعوات لغة عسكرية أو تهدف إلى تخويف مسؤولي الانتخابات، أو الاستقواء عليهم أو على الناخبين”، وفقاً لمدونة الشركة.
وفي هذا الأمر تلميح إلى قيام كل من الرئيس دونالد ترمب، وابنه دونالد جونيور، بتشجيع المناصرين على مراقبة مراكز الاقتراع.
وستستخدم الشركة “غرفة حرب” انتخابية افتراضية هذا العام، وهي مساحة على الإنترنت حيث سيعمل الموظفون من فرق مختلفة معاً، لرصد الأحداث المتعلقة بالانتخابات والاستجابة لها بسرعة.