اختتمت، أخيرا، فعاليات “السنة الثقافية قطر – المغرب 2024” بعرض مميز لفن “التبوريدة” التقليدي، المدرج ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو، في مركز الشقب بالدوحة، المتخصص في الفروسية وتربية الخيول العربية الأصيلة.
ترأس الحفل الختامي صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء وسعادة الشيخة سارة بنت حمد آل ثاني، ليشكل هذا الحدث ختاماً لشراكة ثقافية هي الأولى من نوعها بين قطر ودولة من شمال إفريقيا. وقد شهدت السنة الثقافية تنظيم أكثر من 80 فعالية متميزة، مما سلط الضوء على التراث الحضاري والإبداع المعاصر للبلدين الشقيقين.
وتحت إشراف سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مبادرة الأعوام الثقافية، تم تحقيق شراكات استراتيجية بين المؤسسات القطرية والمغربية، إذ شملت الفعاليات أربع ركائز رئيسية: التراث الثقافي، الصناعات الإبداعية، التنمية الاجتماعية، والابتكار.
تميزت المبادرة بتعاون استراتيجي بين المؤسسات القطرية والمغربية، حيث عملت الوزارات القطرية، متاحف قطر، مكتبة قطر الوطنية، ومعهد الدوحة للأفلام على تنسيق الفعاليات. على الجانب المغربي، كان للمؤسسة الوطنية للمتاحف، وزارة الثقافة، والمكتب الوطني للسياحة دور بارز في التنظيم.
تألق محور التراث الثقافي من خلال معارض رائدة مثل معرض الحلي الأمازيغية، الذي عرض للمرة الأولى في الدوحة مقتنيات نادرة من المغرب، بالإضافة إلى معرض “روائع الأطلس” الذي وثق التراث الفني المغربي. كما شهدت حديقة متحف الفن الإسلامي عرضاً للإبداع المغربي المعاصر.
تمكن الفنانون والمصممون من كلا البلدين من تقديم إبداعات فنية تعكس التنوع الثقافي، مثل معرض “اكتشف المغرب” الذي ضم أعمال فنانين قطريين استلهموا من الحرف المغربية التقليدية، بالإضافة إلى جوائز فاشن ترست أرابيا التي أظهرت المواهب الإبداعية من المنطقة.
ركز هذا المحور على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والرياضة. كما شملت المبادرات التطوعية المشتركة بين متاحف قطر والمؤسسات المغربية أنشطة تطوعية وورش تدريبية في مجالات متعددة، مما أسهم في تعزيز الروابط الإنسانية بين الشعبين.
تم التركيز على استخدام التكنولوجيا لتعزيز التعاون بين قطر والمغرب، من خلال منتديات ومعارض تكنولوجية تناولت موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي.
وختاماً، أثبتت السنة الثقافية قطر – المغرب 2024 نجاحها في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين، مع إرساء شراكات ثقافية وتقنية مستدامة. وقد أسست السنة الثقافية برامج إرث متواصلة ستظل تنمو وتزدهر بعد اختتام الفعاليات، مما يعزز العلاقات بين البلدين الشقيقين.