الصويرة: دينامية استثمارية تعزز مكانة المدينة على خارطة التنمية
شهدت مدينة الصويرة خلال سنة 2024 تحولًا تنمويًا متسارعًا بفضل رؤية استراتيجية انطلقت منذ أكثر من ثلاثة عقود، مستندة إلى مقاربة تضع الثقافة في صميم التنمية السوسيو-اقتصادية. أسهمت هذه الرؤية في ترسيخ مكانة المدينة كوجهة سياحية عالمية ومركز للتفاعل الثقافي والعيش المشترك.
تم توقيع اتفاقية لتطوير المحطة السياحية “موكادور” باستثمار 2.3 مليار درهم. في دجنبر 2024، تضمنت الاتفاقية، الموقعة بحضور رئيس الحكومة عزيز اخنوش ومستشار الملك، أندري أزولاي، تحسين البنية التحتية وزيادة الطاقة الاستيعابية بنسبة 35% لتصل إلى 3700 سرير، إلى جانب خلق أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة.
تشمل المرحلة الأولى من المشروع، التي ستستغرق ثلاث سنوات، تجديد الفندق الحالي، تحويل نادي الجولف إلى “فندق بوتيك”، وإنشاء نادٍ جديد. كما سيتم افتتاح منشآت سياحية وترفيهية مثل “كلوب ميد” وإقامات سياحية ودور للضيافة. أما المرحلة الثانية، ستنطلق بعد سبع سنوات، فستشمل تطوير مساحة 266 هكتارًا لإتمام رؤية المحطة.
أعلنت المدينة في يوليوز الماضي خلال تظاهرة “يوم المستثمر للصويرة” عن مشاريع بقيمة تصل إلى 7 مليارات درهم. شملت هذه المشاريع قطاعات متنوعة كالصناعة الدوائية، السيارات، الطاقات المتجددة، والرقمنة، مع توفير ما يصل إلى 27 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
بالإضافة إلى ذلك، أُطلق مشروع “منطقة الأنشطة الاقتصادية”، الذي سيستوعب 150 شركة في قطاعات استراتيجية مثل تثمين الأركان، المنتجات البحرية، والصناعات الإبداعية. يوفر هذا المشروع بيئة عمل مثالية تسهم في تعزيز الابتكار والتنمية المحلية.
عملت الصويرة خلال 2024 على تقليل الاعتماد على القطاع السياحي عبر تطوير قطاعات صناعية مبتكرة في المناطق المجاورة. يشمل ذلك استثمارات بقيمة 2 مليار درهم ضمن برنامج التنمية الجهوية، تغطي مشاريع استراتيجية مثل إنشاء مدينة الفنون والثقافة، تحسين شبكات الطرق والمياه، وتهيئة الغابات الحضرية.
كان للقطاع الخاص دور بارز في هذه الدينامية، تجلى في افتتاح “المصحة الدولية موكادور” باستثمار 256 مليون درهم، مما وفر 200 فرصة عمل، وأسهم في تحسين خدمات الرعاية الصحية.
بفضل هذه الاستثمارات والمبادرات، رسخت مدينة الرياح مكانتها كمركز اقتصادي وثقافي عالمي، معززة قدرتها على استقطاب المستثمرين وتوفير فرص عمل للأجيال الصاعدة.