أطلقت جمعية “فور موروكو” مؤخراً برنامجاً تعليمياً يهدف إلى تعليم اللغة العربية واللهجة المغربية للأطفال والشباب من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء المقيمين في المغرب. يأتي هذا البرنامج لتعزيز التعايش الثقافي وتيسير اندماج هذه الفئة داخل المجتمع المغربي.
وتُقام الحصص التعليمية بمركز الشباب الجيل الجديد “الأدارسة” في عين الشق بالدار البيضاء، بتنسيق مع جمعيات تمثل الجاليات الإفريقية في المملكة. ويستفيد من هذا البرنامج حالياً أكثر من 60 طفلاً وشاباً تتراوح أعمارهم بين 8 و18 سنة.
وأكد ياسين الريخ، رئيس جمعية “فور موروكو”، أن “اللغة تعد مفتاحاً رئيسياً لبناء التفاهم الثقافي والاندماج الاجتماعي”، مضيفاً أن “هذه المبادرة تهدف إلى تمكين المستفيدين من التواصل الفعّال مع المجتمع المغربي، مما يسهل عليهم التكيف مع الحياة اليومية ويعزز فرصهم التعليمية والمهنية”.
من جانبها، أوضحت أسماء العماري، إحدى المشرفات على البرنامج، أن الحصص تركز على تقديم دروس تفاعلية تربط بين اللغة والثقافة المغربية، مشيرة إلى أن الهدف يتجاوز تعليم الكلمات ليشمل غرس قيم وتقاليد المجتمع المغربي لدى المستفيدين.
وقد حظي البرنامج بإقبال كبير من المشاركين وأولياء أمورهم، حيث عبر داودة بيي، أحد أولياء الأمور وعضو بإحدى الجمعيات النشطة في مجال دعم المهاجرين، عن امتنانه قائلاً: “هذا المشروع يعكس كرم الضيافة المغربية. طفلتي متحمسة لتعلم اللغة ونحن كآباء نرى فيه فرصة لتعزيز علاقتنا مع المجتمع المحلي”.
ويتضمن البرنامج، الذي يمتد على مدى ستة أشهر، دروساً في اللغة العربية الفصحى واللهجة المغربية، بالإضافة إلى أنشطة تطبيقية مثل المسرح، والألعاب اللغوية، والمسابقات الثقافية. ويمكن تمديد البرنامج بناءً على تقييم النتائج.