تستعد شركة “بريداتور أويل آند غاز” البريطانية لبدء حفر بئر جديد للغاز الطبيعي في منطقة جرسيف. وقد أعلنت الشركة أن عمليات الحفر في البئر المسمى “MOU-5” ستنطلق في 25 فبراير 2025، حيث بدأت بالفعل الاستعدادات لتجهيز منصة الحفر.
وكشف الرئيس التنفيذي للشركة، بول غريفيث، عن وجود تكوين جيولوجي واعد يُعرف باسم “تيتانوسوروس” في موقع الحفر، مشيراً إلى أن نجاح هذا المشروع قد يشكل نقطة تحول في مسار الشركة. وأضاف أن موقع البئر الجديد يتميز بقربه من البنية التحتية القائمة للغاز، مما يعزز من جدواه الاقتصادية.
ويأتي هذا المشروع في سياق نهضة عالمية في قطاع الهيدروكربونات، خاصة في إفريقيا والولايات المتحدة والنرويج والشرق الأوسط والشرق الأقصى. ويرى غريفيث أن العالم مقبل على “عصر ذهبي” لاستكشاف وإنتاج الغاز، الذي يعتبر وقوداً انتقالياً مهماً في مسار التحول نحو الطاقات النظيفة.
وأردف بلاغ الشركة أن أسعار الغاز في المغرب مرتفعة، والشروط المالية من بين الأفضل عالميًا، مبرزًا أن هذه المعطيات تعزز محفظة متنوعة من الأصول تشمل مشاريع التنقيب عن الغاز في دول غير المغرب كأيرلندا، وترينيداد.
وأضاف أن الفريق التقني لعمليات التنقيب بالمغرب يتميز بدمج تقنيات وعمليات حديثة ومثبتة من كندا والولايات المتحدة، لاستكشاف إمكانيات الهيدروكربون في المناطق التي لم تكن التقنيات التقليدية تكشف عن إمكانياتها.
وتستفيد الشركة من بيئة استثمارية مواتية في المغرب، حيث تعمل الحكومة على تطوير قطاع الغاز الطبيعي من خلال خطة استثمارية تصل إلى 43 مليار درهم لتطوير البنية التحتية الغازية. وقد بلغت استثمارات المغرب في التنقيب عن الهيدروكربونات 29.4 مليار درهم بين عامي 2000 و2022، مع تمويل 96% منها من قبل شركاء أجانب.
وتهدف هذه الاستثمارات إلى دعم استراتيجية المغرب في التحول الطاقي، حيث يسعى البلد إلى رفع مساهمة الطاقات النظيفة في مزيجه الطاقي إلى 51%. ويعتبر الغاز الطبيعي، كونه أنظف أنواع الوقود الأحفوري، عنصراً أساسياً في هذا التحول.