ناصر بوريطة.. فتح قنصلية جمهورية الكونغو الديمقراطية بالداخلة “مهم جدا” بالنظر إلى ثقل هذا البلد، وإلى المسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الإفريقي

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم السبت بالداخلة، أن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالمدينة يعتبر حدثا “مهما جدا” بالنظر إلى ثقل هذا البلد، وإلى المسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الإفريقي، خلال ترؤسه له ابتداء من السنة المقبلة.

وأضاف بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيرته من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ماري تومبا نزيزا، عقب تدشين القنصلية، أن هذا الأمر مهم كذلك، لإنه جاء من طرف دولة وقفت دائما مع المغرب في قضيته الوطنية.


وسجل أن المغرب كان دائما يلمس من جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا الموقف المناصر، مشيرا إلى أن تومبا نزيزا وفخامة الرئيس فيليكس أنطوان تشيسكيدي يعبران دائما في اجتماعات مجموعة (سادك)، بدون حرج وبشكل واضح، عن موقفهما الداعم لوحدة المغرب الترابية ولمغربية الصحراء.

وذكر بوريطة بأنه عندما غادر المغرب منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1986 خرجت معه جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيرا إلى أن المغفور له الملك الحسن الثاني كان قد طلب من الرئيس آنذاك الرجوع إلى الاتحاد، لأن المغرب في حاجة إلى أصدقائه من الداخل للدفاع عن الشرعية الدولية وعن القانون الدولي، ولكن لمدة سنتين غادر هذا البلد منظمة الوحدة الإفريقية كتعبير عن عدم موافقته على الخرق السافر للقانون الدولي ولمواثيق المنظمة نفسها.

وأكد أن فتح هذه القنصلية اليوم يأتي في إطار هذا الموقف الثابث، ويأتي للتأكيد على أن هذا البلد ينضاف للدول الإفريقية الـ16 التي فتحت قنصلياتها في المناطق الجنوبية للتعبير بشكل واضح عن دعمها لمغربية الصحراء، مبرزا أن هذا الرقم سيرتفع لأن أغلب الدول الإفريقية اليوم لها وعي بأن هذا المشكل موروث عن حقبة أخرى وأن إفريقيا في غنى عنه.

وأضاف الوزير أن أغلب الدول الإفريقية تعي كذلك أن هذا المشكل يعتمد على موقف متجاوز الآن، وأن دعم مغربية الصحراء ودعم الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، هو الذي سيمكن الدول الإفريقية من تصحيح الخطأ الذي ارتكبته في حق القارة سنة 1984 بقبول كيان وهمي لا يتوفر على أسس قانونية وسياسية ليكون كيانا معترفا به.

وأشار بوريطة إلى أن موقف جمهورية الكونغو يأتي كذلك في السياق الذي اشتغل عليه  الملك محمد السادس، خلال السنوات الأخيرة لدعم مغربية الصحراء بالمواقف والاتفاقيات الدولية وبفتح القنصليات، التي بلغ عددها اليوم 19 قنصلية، علاوة على الافتتاح المستقبلي لقنصليتي الأردن والولايات المتحدة، ليبلغ العدد 21 قنصلية.

من جهة أخرى، ذكر بوريطة بالقرار الأمريكي “التاريخي” بفتح قنصلية في الداخلة، ليبلغ عدد القنصليات في هذا المدينة عشر قنصليات، مما يجعل من المدينة مركزا قنصليا مهما، مسجلا أن الداخلة تعتبر ممرا استراتيجيا على الصعيد الدولي، لاسيما بين أوروبا وإفريقيا، وهذا ما يبوؤها بمكانة هامة، ستزيد من وتيرة تطور المدينة، بمعية النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة، وستجلب استثمارات وفرص شغل وتنمية اقتصادية واجتماعية.

وأضاف أن أبناء المنطقة الذين اختاروا تأكيد انتمائهم لهذا الوطن والاشتغال على تنمية منطقتهم، يجنون اليوم هذه الثمار بالدعم الدولي وبالمواقف المشجعة، كما سيجنونه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي من خلال المشاريع التنموية.

يذكر أن مدينة الداخلة شهدت، منذ بداية السنة الحالية، دينامية دبلوماسية قوية بافتتاح القنصليات العامة لكل من غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، بالإضافة إلى هايتي، التي أضحت أول بلد غير عربي وغير إفريقي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية. وتميزت مراسم افتتاح القنصلية العامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، على الخصوص بحضور السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال ووالي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، بالإضافة إلى منتخبي الجهة ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات مدنية وعسكرية.

Exit mobile version