أكد نصر الله بلخياط رئيس مؤسسة الجائزة الإفريقية، أن إفريقيا ستكون في غضون 50 عاما، على على صورة الرؤية التي حددتها لنفسها اليوم والتي ستعمل من أجلها دون كلل بالاعتماد على العلم والذكاء الاصطناعي.
وأبرز بلخياط في حوار نُشر أمس الخميس على موقع المؤسسة على الإنترنت، أن إفريقيا تواجه اليوم تحديا ديموغرافيا كبيرا، مستشهدا في هذا الشأن بالتوقعات الأخيرة للأمم المتحدة، والتي تفيد بأن القارة ستشهد تضاعف عدد سكانها بحلول عام 2050، بالانتقال من مليار نسمة حاليا إلى نحو 2.4 مليار نسمة، وأن نصف عدد سكانها سيكونون حينها دون سن الخامسة والعشرين، مما يطرح السؤال الملح حول قدرة اقتصادها على استيعاب الملايين من الوافدين الجدد الذين سيضخمون سوق الشغل فيها.
وأضاف أنه في الوقت الراهن، تشير أرقام البنك الدولي إلى أن الشباب يمثلون 60 في المائة من العاطلين عن الشغل في إفريقيا، وأنه في كل 24 ساعة، ينضم ما يقرب من 33 ألف شاب إلى صفوف الباحثين عن الشغل، وأن حوالي 60 في المائة منهم سيزيدون من عدد العاطلين عن العمل.
ولاحظ بلخياط أن “العديد من الشباب يجدون أنفسهم بين براثن الفقر ونقص التعليم ومحدودية الولوج إلى الرعاية الصحية، وسوء التغذية ونقص فرص الشغل”، مشيرا إلى أن “مستقبل الشباب الإفريقي + كما قال أكينوومي أديسينا، رئيس البنك الإفريقي للتنمية+، لا يكمن في الهجرة إلى أوروبا، وإنما تحديدا في إفريقيا مزدهرة”.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس مؤسسة الجائزة الإفريقية على أهمية تبادل التجارب بين البلدان الأفريقية والمغرب الذي اكتسب نضجا في العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا “أن هذا عصر المشاركة في ظل الوحدة. والحل بالنسبة لإفريقيا الغد يكمن في العقل. (…) ويتعين علينا التعلم ومشاطرة قوة الاعتراف بجميع أشكالها”.
ومن جانب آخر، شدد بلخياط على ضرورة التركيز على قضية المرأة الأفريقية، مذكرا في هذا الصدد بتنظيم مؤسسة الجائزة الإفريقية لقمم إفريقية، وهي منصة تستدعي وتعطي الكلمة لخبراء وحوالي مائة من النساء الأفريقيات.
وتهدف مؤسسة الجائزة الإفريقية إلى مواكبة الدينامية المغربية في إفريقيا ومكافأة المبادرات الإنسانية والثقافية الإفريقية.
وتكرم الجائزة الإفريقية رجالا ونساء يساهمون في التنمية بإفريقيا وخاصة بين المغرب والدول الإفريقية الشقيقة في المجالات الإنسانية والاجتماعية والثقافية والروحية والاقتصادية والرياضية. كما أنها جائزة تُمنح لشخصيات تُبرِز من خلال أعمالها والتزامها، فخر الأفارقة ونجاحهم وهيبتهم عبر العالم.
وتجسد مؤسسة الجائزة الإفريقية روح إفريقيا من خلال الاحتفاء والاعتراف بالوطنية والتسامح والأخوة والأصالة.