قال المدیر العام لمنظمة الصحة العالمیة، تیدروس غیبریسوس، أمس الاثنین، إن المنظمة تواجه حاليا مشكلتین أساسیتین في سیاق التعامل مع جائحة فیروس كورونا، وھما نقص تمویل خطة الاستجابة للوباء ونقص اللقاحات الموجھة للدول النامیة والأقل دخلا في العالم.
وأضاف غیبریسوس، في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي من مقر المنظمة بجنیف، إن المانحین قد ساھموا “بسخاء كبیر” في خطة التأھب والاستجابة الاستراتیجیة في العالم الماضي “لكن الخطة تعاني ھذا العام نقصا في التمویل” ما یحد من قدرة المنظمة الصحة العالمیة على توفیر استجابة قابلة للتكیف والتطویر في بؤر انتشار الفیروس الناشئة.
وأوضح أن المنظمة تحتاج تمویلا عاجلا لخطة الاستجابة الحالیة بما سیسمح لھا بتوسیع نطاق الدعم للبلدان ودعم برامجھا للتدخل السریع في مناطق الأزمات، مؤكدا أن مرونة ھذا التمویل أمر أساسي لیس فقط حتى نتمكن من الاستجابة بسرعة للاحتیاجات الطارئة في العدید من البلدان بما في ذلك نیبال ولكن أیضا للعمل من أجل إنقاذ الأرواح وسبل العیش حیثما تشتد الحاجة إلیھا في وضع سریع التطور.
أما فی ما یتعلق بإمدادات اللقاحات، فقد أشار المدير العام للمنظمة إلى وجود نقص ھائل یقدر بحوالي 190 ملیون جرعة بحلول نھایة شھر یونیو المقبل لتزوید منظومة (كوفاكس) للتوزیع العادل للقاحات بین دول العالم.
وأشار إلى أن (كوفاكس) قدمت حتى الآن 65 ملیون جرعة إلى 124 دولة ولكنھا تعتمد في عملھا على وفاء الدول والمصنعین بالتزاماتھم، مشيدا في ھذا الإطار بجھود شركة (أسترازینیكا) في زیادة سرعة تسلیم اللقاحات وزیادة حجم عملیاتھا بشكل مطرد.
وفي ھذا السياق، أوضح غیبریسوس أن شركة (فایزر) قد التزمت بتوفیر 40 ملیون جرعة من اللقاحات لمنظومة (كوفاكس)، لكن تسلیمھا سیكون في النصف الثاني من عام 2021، كما أن التفاوض مع شركة (جونسون آند جونسون) لم یحدد بعد موعدا لتسلیم اللقاحات في النصف الثاني من العام.
وأعرب عن أمله في انحسار الجائحة “المدمرة” في الھند كي یتمكن معھد (سیروم) لإنتاج اللقاحات من العودة إلى المسار الصحیح في إنتاج اللقاحات لمواكبة التزامات التسلیم لمنظومة (كوفاكس).
وعلاوة على ذلك، ناشد غیبریسوس الشركات المصنعة الالتزام علانیة بمساعدة أیة دولة ترید مشاركة لقاحاتھا مع منظومة (كوفاكس) لرفع الحواجز التعاقدیة “في غضون أیام ولیس خلال شھور” وإبرام كبار مصنعي اللقاحات اتفاقات مع شركات لدیھا إمكانات لإنتاج اللقاحات المضادة لفیروس كورونا.
ولفت إلى وجود تباین في معدلات الإصابات والوفیات بالفیروس التاجي حیث شھدت بعض البلدان للأسبوع الثاني على التوالي انخفاضا في الحالات، بینما تشھد بلدان أخرى أوضاعا مقلقة للغایة.
وانتقد غیبریسوس اعتقاد بعض المجتمعات لا سیما ذات معدلات التطعیم العالیة بأن الجائحة قد انتھت، مؤكدا أننا “ما زلنا بعیدین عن نھایتھا ولن ینتھي ھذا الوباء في أي مكان حتى ینتھي في كل مكان”.
وخلص إلى أن متغیرات الفیروس الجدیدة المثیرة للقلق والنظم الصحیة الھشة وانخفاض تنفیذ تدابیر الصحة العامة ونقص الإمدادات بالأكسجین وعقار (دیكسامیثازون) واللقاحات كلھا عوامل تؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي.