قامت مديرة الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، مجيدة معروف، وسفيرة النرويج بالمغرب، ميريث نيغارد، وممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمغرب (الفاو) ،فلورونس رول، اليوم الأربعاء، بزيارة ميدانية لميناء سيدي إفني حيث قمن بمعاينة النظام البيئي الذي سيحتضن “مشروع دعم تطوير مهن تربية الأحياء البحرية في المغرب”.
ويروم هذا المشروع، الذي يندرج في إطار التعاون بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (مديرية الصيد البحري) ، والوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية ومنظمة (الفــاو) وبتمويل مشترك من حكومتي النرويج وهولندا بمبلغ يصل إلى 2.5 مليـون دولار، إقامة محطة للعرض والتكوين في مجال استزراع الأسماك والصدفيات على طول سواحل سـيدي إفني.
كما يندرج المشروع في إطار الجهود المبذولة للرقي بقطاعي الصيد وتربية الأحياء البحرية، وكذا تماشيا مع أهداف ومرامي استراتيجية “أليوتيس”.
ومن المنتظر أن تكون هذه المحطة، من خلال شراكة تجمع بين القطاعين العام والخاص، قاعدة تطبيقية لتأهيل المتدربين والعاملين المتخصصين والمهنيين في قطاع تربية الأحياء البحرية، إلى جانب التكوين النظري الذي يوفره مركز التأهيل المهني البحري بسيدي إفني.
وفي هذا الإطار أكدت معروف أن منطقة سيدي إفني تزخر بمؤهلات طبيعية، موضحة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المنطقة تتوفر على أكثر من ألف و300 هكتار صالحة لتربية الأحياء البحرية.
وبعد أن ذكرت بأنه تم الترخيص لإنجاز ستة مشاريع في مجال تربية الأسماك والصدفيات بالمنطقة، أبرزت العمل الكبير الذي تقوم به الوكالة لخلق مناخ بيئي ملائم لتنمية مثل هذه المشاريع التي سيتم إطلاق عدد منها مستقبلا .
وبخصوص مشروع المحطة قالت معروف إنه ” رائد وسيكون نموذجا يشجيع المستثمرين للاستثمار في المنطقة”.
وفي ذات السياق أشارت الى أنه سيتم تأهيل (مركز التأهيل المهني البحري بسيدي إفني) للتكوين في مجال الصيد البحري، مضيفة أن هذا المركز سيكون في السنة 100 عامل و 30 إطارا متخصصا في الأحياء البحرية.
من جهتها وصفت سفيرة النرويج بالمغرب، نيغارد، هذا المشروع ب”المبتكر والرائد”، مضيفة في تصريح مماثل أنه سيساهم في تطوير قطاع تربية الأحياء البحرية ك”قطاع اقتصادي جديد بالمغرب”، وكذا في خلق فرص شغل لشباب المنطقة، التي تتوفر على مؤهلات كبيرة.
وقالت إن بلادها ستعمل بشكل كبير في تطوير قطاع تربية الأحياء البحرية بالمغرب عبر تبادل التجارب بين البلدين وعبر استثمار شركات نرويجية في هذا القطاع.
أما ممثلة (الفاو) فأبرزت أهمية هذا المشروع ” الجديد والواعد بالمغرب”، ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، مشيرة الى أنه يرتكز على ثلاث دعامات تتعلق الأولى بالتكوين في مجال تربية الأحياء البحرية ، والثانية بتعزيز القدرات، خاصة بالنسبة للعمال والتقنيين المتخصصين في هذه الأحياء، والثالثة بتبادل الخبرات.
وبخصوص تبادل التجارب ، أبرزت ممثلة المنظمة الأممية أن المغرب سيتبادل الخبرات عبر هذا القطاع مع بلدان مثل النرويج وهولندا الممولين للمشروع ، وكذا مع بلدان أخرى طورت هذا القطاع.
وكان الوفد قد عقد لقاءات عمل مع عامل الإقليم السيد الحسن صدقي، ومع مسؤولي قطاع الصيد البحري بالإقليم بحضور مستثمرين في المجال وممثلين عن مجالس نتخبة إقليميا وجهويا.
كما قام الوفد بزيارة ميدانية أخرى للمنطقة الصناعية ومركز التأهيل المهني في مهن الصيد البحري ومنطقة التفريغ المجهزة بمنطقة الركونت التابعة لجماعة مير اللفت.