أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، اليوم الخميس بالرباط، أن البشرية في حاجة للقيم الأخلاقية العظيمة التي بثها النبي محمد عليه الصلاة والسلام في سيرته العطرة.
وقال المالك، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الدولي الكبير حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، الذي تنظمه (إيسيسكو) بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن ” البشرية ما تفتأ في كل لحظة تكتشف حاجتها للقيم العظيمة التي بث النبي صلى الله عليه وسلم روحها في سيرته العطرة عبر الزمان والمكان”.
وأبرز المالك أن النبي عليه السلام “كان مثالا للرحمة التي كانت السمة الأبرز من بين سماته الإنسانية العالمية”، مؤكدا أن (ايسيسكو) تشرفت بتنظيم هذا المؤتمر الدولي تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، والذي يأتي “استحضارا لواجبنا في إبراز تلكم الصورة البهية الموشحة بمكارم الأخلاق”.
وفي هذا الصدد، أعلن المالك، باسم (إيسيسكو) ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء، عن عدد من المبادرات المهمة المصاحبة للفكرة الرئيسية لهذا المؤتمر، بما في ذلك تخصيص يوم عالمي للسيرة النبوية يحمل مسمى “يوم الرحمة”، وإطلاق جائزة كبرى لأفضل المبادرات والبحوث في مجال إبراز وتعزيز القيم الحضارية في السيرة النبوية.
كما يتعلق الأمر، بحسب المالك، بالدعوة إلى إدراج منظومة القيم الحضارية للسيرة النبوية في مناهج التربوية على المستوى العالمي، وحث المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع أي توجهات تتضمن إساءة للرسول عليه السلام أو للسيرة النبوية.
وبحسب المدير العام ل(ايسيسكو)، سيشمل البيان الختامي لهذا المؤتمر حزمة موسعة من المبادرات والبرامج في ميدان تعزيز القيم الحضارية في السيرة النبوية وترسيخ أسس الأبعاد الاستراتيجة للرؤية المستقبلية في هذا المضمار.
ويعرف هذا المؤتمر، الذي ينظم تحت شعار “نحو رؤية مستقبلية للسيرة النبوية”، مشاركة شخصيات دولية مرموقة ومفكرين وعلماء من داخل العالم الإسلامي وخارجه، إلى جانب مؤسسات ومنظمات دولية، وعلماء وأساتذة متخصصين في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وعلومها المختلفة.
وبحسب المنظمين، فإن هذا المؤتمر يأتي ردا علميا وعمليا على محاولات الإساءة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي إطار رؤية المنظمة واستراتيجية عملها الجديدة التي تجعل منها منارة إشعاع حضاري دولي.
وتميز هذا الحدث البارز بعقد جلسة شرفية تضمنت إلى جانب كلمة المالك، كلمات لضيوف الشرف، رئيس الوزراء بجمهورية باكستان الإسلامية، عمران خان، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي بالمملكة الأردنية الهاشمية، وصاحب السمو الملكي الأمير شارلز، أمير ويلز بالمملكة المتحدة، ورئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، محمد بخاري، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد بن عبد الكريم العيسى، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ميغيل آنخيل موراتينوس.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بتسليم (إيسيسكو) جائزتين للسيدين محمد بن عبد الكريم العيسى وأحمد عبادي جائزتين، عرفانا بالجهود التي بذلاها خدمة للإسلام. وستختتم أشغال المؤتمر بإصدار إعلان وتوصيات تنفيذية سيتم تعميمها بعدد من البدلغات على جميع المنظمات الدولية والمؤسسات والهيئات المختصة في الثقافة والحوار الحضاري.