أكد عزيز رباح وزير الطاقة والمعادن والبيئة ، على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها عمليات التخزين الخاصة بالمحروقات ، مبرزا أن الوزارة تعمل جاهدة على تشجيع الاستثمار في المشاريع التي من شأنها أن تساهم في تطوير قدرات تخزين المواد البترولية من أجل تعزيز الأمن الطاقي بالمملكة.
وقال رباح ، خلال زيارة ميدانية قام بها ، اليوم الأربعاء لمنجم الملح المحمدية ، إن التجاويف الناجمة عن استخراج الملح ، والمزمع استعمالها في تخزين المواد البترولية بإمكانها أن تساعد على تقوية المخزونات الاحتياطية للبلاد ، علما أن القانون يفرض على شركات المحروقات التوفر على مخزون يكفي لمدة 60 يوما أو أكثر ، مع العمل على تزويد السوق دون انقطاع .
وأوضح أن ما يميز هذا النوع من التخزين ، هو أنه يوفر إمكانية تخزين كميات مهمة ، وله ميزة لوجستيكية نوعية تتمثل في تكثيف التدفقات الأولية والربط الأمثل بمرافق تخزين جهوية .
وشدد على أن مناجم الملح تشكل إرثا وطنيا يمكن تثمينه في مجال التخزين ، بالنظر لموقعها الجغرافي بالقرب من ميناء المحمدية ، مشيرا إلى أن عملية تخزين مواد الهيدروكاربورات تحت الأرض في تجاويف الملح ، أمر معمول به منذ سنوات في العديد من البلدان عبر العالم .
وذكر أن مناجم الملح تستعمل في المغرب في تخزين غازات البترول المسيلة خاصة مادة البوطان من طرف الشركة المغربية للتخزين باستخدام تقنية ” lessivage du sel ” ، لافتا إلى أن قدرات تخزين البوطان من هذا النوع ، تمثل 70٪ من مجموع قدرات التخزين المتواجدة بالنسبة لهذه المادة .
ومن جانب آخر ذكر أنه باتفاق مع وزارة الصناعة ، سيتم تزويد كافة الصناعات الوطنية والمناطق الصناعية بالطاقات المتجددة وبالغاز الطبيعي من أجل الحصول على إنتاج نظيف ، وبالتالي المساهمة في خلق مزيد من التنافسية في القطاع الصناعي، الشيء الذي يتطلب مزيدا من الإمكانات أللوجستية والبنيات وشركات التوزيع ، مبرزا أن هذا المشروع يدخل ضمن هذه الدينامية المهمة التي تعرفها البلاد.
ومن جانبه أكد كميرا عبد الرزاق المدير العام لشركة الملح المحمدية “SSM” في تصريح للصحافة ، أن هذه الوحدة (منجم الملح المحمدية ) هي بمثابة مشروع مستقبلي، يشكل مجالا لتخزين الهيدروكاربورات ، فضلا عن مهمته الرئيسية المتمثلة في استخراج الملح وتصديره لاستعمالات عدة منها الصناعات الكيماوية أو لتذويب الثلوج خاصة بأوربا وأمريكا وكندا .
وأبرز أن حجم هذا المخزون يقدر مرحليا بنحو 600 ألف متر مكعب ، في أفق توسيعه عبر خلق تجاويف إضافية قادرة على استيعاب كميات أكبر، وذلك في ظروف تتسم بالسلامة لكون هذه التجاويف تأتي على عمق 480 متر تحت الأرض ، مع مراعاة شروط الحفاظ على البيئة، علما أن الملح تعد مادة افضل للتخزين لكونها لا تتأثر بالمواد التي يمكن أن تحتويها.
وتميزت هذه الزيارة، التي تم خلالها الاطلاع على مختلف مرافق هذه الوحدة الإنتاجية وتجاويف منجمها الملحي ، بتقديم عرض مفصل حول شركة ملح المحمدية المحدثة في 1974 قبل الإقدام على خوصصتها في 2011 ، حيث تقدر قدرتها الإنتاجية بمليون طن في السنة .
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تصل قيمتها الاستثمارية إلى 2ر1 مليار درهم ، ويتراوح رقم معاملاتها ما بين 200 و300 مليون درهم ، وهي تتوفر على 3 أحواض .