بكين تحذر حلف شمال الأطلسي “الناتو” من تضخيم نظرية “التهديد الصيني”

حذرت الصين، اليوم الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي (الناتو) من تضخيم نظرية “التهديد الصيني” والاستمرار في “عقلية الحرب الباردة”، عقب إعراب قادة دول الحلف في قمة ببروكسل عن “قلقهم” حيال الطموحات الصينية والتوسع في ترسانتها النووية و”غموضها” في تحديث قواتها.

وقالت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن “ادعاء الناتو هو تشويه للتنمية السلمية للصين، وسوء تقدير للوضع الدولي ودوره (الحلف) واستمرار لعقلية الحرب الباردة”، داعية الحلف الأطلسي إلى “النظر إلى نمو الصين بطريقة موضوعية وعقلانية، والتوقف عن تضخيم نظرية التهديد الصيني بأشكال مختلفة”.

كما اتهمت البعثة الصينية “الناتو” بالسعي إلى “خلق مواجهات بشكل مفتعل”.

وأكدت أن الصين “تنتهج بانتظام سياسة وطنية ذات طبيعة دفاعية وتحديثنا العسكري له ما يبرره ومعقول وشفاف”.

وذكرت البعثة أن الإنفاق الدفاعي المخطط له في الصين لهذا العام سيكون حوالي 209 مليار دولار، ليبقى عند حوالي 1,3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي، وهو أقل من معايير حلف شمال الأطلسي.

وأضافت أنه من المتوقع أن تصل الميزانية العسكرية لعام 2021 لدول حلف شمال الأطلسي إلى 1,17 تريليون دولار، وهو ما يمثل أكثر من نصف الإنفاق العسكري العالمي و5,6 أضعاف ما تنفقه الصين.

كما أوضحت البعثة أن هناك فرقا كبيرا بين كمية الأسلحة النووية الصينية وكمية أسلحة “الناتو” بما فيها الولايات المتحدة، لافتا إلى أن عدد الرؤوس النووية في الدول الأعضاء في الناتو يصل إلى حوالي 20 ضعف عدد الرؤوس الحربية الصينية.

وبعدما جددت التأكيد على أن الصين “ملتزمة بعدم استخدام الأسلحة النووية أولا تحت أي ظرف من الظروف، وتتعهد دون قيد أو شرط بعدم استخدام أو التهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير الحائزة عليها”، تساءلت البعثة الصينية عما “إذا كان الناتو والأعضاء فيه يستطيعون الالتزام بنفس الالتزام الذي تلتزم به الصين”. وأعرب قادة دول حلف الأطلسي، في ختام قمتهم الاثنين في بروكسل، عن قلقهم حيال روسيا وكذلك الصين. واعتبر الحلفاء أن “طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف”.

غير أن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، سعى للتخفيف من وطأة الإعلان النهائي للقمة، وقال إن “الصين ليست خصمنا أو عدونا. لكن علينا أن نواجه التحديات التي تطرحها الصين على أمننا”.