أطلق المعهد الفرنسي بالمغرب والمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، الجمعة، المختبر الرقمي للمغرب الذي يعتبر فضاء للإبداع الرقمي مفتوح أمام الفنانين والمهنيين والطلبة والشباب المغاربة ذوي المواهب.
ويوفر المختبر الرقمي للمغرب (Lab Digital Maroc)، الذي يقع بالمعهد الوطني للفنون الجميلة، فضاء للإبداع لحاملي المشاريع الوسائطية، خاصة تلك المتعلقة بالفنون الرقمية والواقع الافتراضي المعزز والتحريك وألعاب الفيديو.
ويروم هذا الفضاء بشكل أساسي دعم الإبداع الرقمي ومساعدة الشباب المهنيين في تحقيق مشاريعهم، بفضل مواكبة خبراء فرنسيين مشهورين في المجال.
وبهدف ضمان جودة الإنتاجات، تم توفير أجهزة حديثة بالمختبر، من بينها محطات عمل وطائرات مسيرة وطابعات ثلاثية الأبعاد ولوحات إلكترونية للرسم واستوديو خاص بالصوت واستوديو خاص بالفيديو وبرامج للتوضيب وآلات تصوير وكاميرات.
في كلمة خلال حفل الافتتاح، أكدت سفيرة فرنسا بالمغرب، هيلين لو غال، أن افتتاح المختبر الرقمي للمغرب يتماشى والأهمية التي توليها فرنسا إلى الصناعات الثقافية والإبداعية، التي تخلق القيمة المضافة ومناصب الشغل وأيضا المعنى، كما تتوافق مع اهتمام المملكة المغربية بتثمين تراثها والعناية بمواهبها، كما أشار إلى ذلك النموذج التنموي الجديد.
وأشارت إلى أن المختبر سيمكن مرتاديه من تطوير مشاريع في مجالات متنوعة، من سينما التحريك والخرائطية وألعاب الفيديو إلى التصميم الرقمي والفني، لافتة إلى أن هذا الفضاء يتماشى مع طلب عروض يطلقه سنويا المعهد الفرنسي بالمغرب في المجال.
وأبرزت الدبلوماسية الفرنسية أن المختبر الرقمي سيقوي روابط التعاون بين المؤسسات الفرنسية الكبرى في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، والتي تواكب بعضها 7 من حاملي المشاريع الفائزين العام الماضي، مضيفة أنه سيكمل شبكة المتاحف والمختبرات الرقمية التي وضعها المعهد الفرنسي العام الماضي بعدد من مناطق المملكة.
واعتبرت السيدة لو غال أن المعهد الوطني للفنون الجميلة، الذي يسعى إلى تطوير قدرات الطلبة في مجال المقاولات إلى جانب صقل مهاراتهم الفنية والتقنية من أجل إدماج فعال في سوق الشغل، يعتبر المكان المثالي لهذا المختبر الرقمي، منوهة بأن هذا الفضاء سيمكن المعهد لكي يصبح حاضنة لبناء جسور متينة بين عالم الإبداع والأعمال.
من جهته، أشار مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، مهدي زواق، إلى أن هذا المختبر الرقمي، الثاني من نوعه بالقارة الإفريقية والذي يتوفر على أجهزة حديثة، يسعى إلى الانفتاح على التكنولوجيات الجديدة للإبداع في المجال الرقمي، وكذا منح الطلبة والخريجين الفرصة لتطوير كفاءاتهم وتنفيذ مشاريعهم.
وأشار إلى أن هذا المختبر يهدف إلى تطوير الأنشطة الرقمية بالمغرب وتوفير مساحة تقارب وتفكير مفتوح بين المبدعين والمنتجين واستقبال الفائزين بالمشاريع المشتركة بين المعهدين لتنفيذ مشاريع الإبداع الرقمي والخبراء في الخرائطية والواقع المعزز وألعاب الفيديو ورقمنة الأشرطة.
وتميز الحفل، الذي حضرته على الخصوص المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، كليليا شوفيي كولاكو، والمدير الإقليمي للثقافة بتطوان، احمد اليعلاوي، وعدد من الخبراء والجامعيين والفنانين المغاربة والفرنسيين، بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين المعهد الوطني للفنون الجميلة والمعهد الفرنسي بالمغرب تروم وضع أنظمة تدبير مشترك لهذا المختبر الرقمي وتسطير برنامج لتكوين الطلبة الشباب وخريجي المعهد في مجال الإبداع الرقمي.
وأشارت السيدة شوفيي كولاكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تطوير علاقات الشراكة بين المؤسستين في مجال الإبداع، خاصة الإبداع الرقمي، معتبرة أن المختبر الرقمي سيمكن الطلبة الشباب من تطوير مهاراتهم والاستفادة من خبرة مهنيين مشهورين في المجال.
بمناسبة هذا الافتتاح، أطلق المعهد الفرنسي بالمغرب طلب العروض السنوي لمواكبة ثمانية مشاريع في الاختصاصات الفنية الأربعة للمختبر الرقمي بالمغرب.
وتتضمن المواكبة على الخصوص دورات تدريب وتوجيه من تأطير شريك فرنسي، وإقامة دراسية بفرنسا في مؤسسة شريكة، والمشاركة في الملتقيات المهنية بفرنسا على هامش الإقامة، والمشاركة في اللقاءات حول مختلف المشاريع المنتقاة من طرف المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.
وفي سنة 2021، أتيحت الفرصة لسبعة خريجين لتنفيذ مشاريعهم بفضل مواكبة أولية عن بعد.