كشفت النقابة الوطنية لمهنيي الصحة بالجزائر، اليوم الأحد، أن جائحة (كوفيد-19) أودت، منذ ظهورها بالجزائر، في فبراير 2020، بحياة 431 من العاملين في قطاع الصحة بالبلاد.
وأوضح رئيس النقابة، إلياس مرابط، في تصريحات صحفية، أن 191 طبيبا و240 من مهنيي القطاع توفوا بسبب الوباء، الذي أصاب أيضا أكثر من 17 ألف مهني، تتراوح حالتهم بين المتوسطة والحرجة.
ووصف الحالة الوبائية في الجزائر بأنها “مخيفة”، مضيفا “لا نستبعد أبدا أن تصل أعداد الإصابات بعد 15 يوما إلى الآلاف يوميا، لكون سلالة ‘دلتا’ الهندية، تصيب أضعاف المرات من السابقة”.
وتابع أنه “إذا كان هناك رد فعل مباشر الآن نستطيع أن نتحكم في الوضعية خلال أسبوعين، حيث سنشهد ذروة الإصابات، وإلا فارتفاع الإصابات سيتواصل خلال أسابيع قادمة”.
وقال، في هذا الاتجاه، “إننا نتخوف من انفجار الوضعية الوبائية مستقبلا، إذا لم نلتزم حالا ونتخذ إجراءات مستعجلة”، مبرزا أن هناك ولايات تسجل مئات الإصابات يوميا، ومدنا كبرى أخرى “تشهد تشبعا مخيفا”.
وأشار إلى أنه تم تحويل العديد من مصالح الجراحة والتخصصات الأخرى لمصلحة كوفيد، وأجلت العديد من العمليات الجراحية، مشددا على ضرورة “العمل حاليا على حصر الوباء في المناطق الموبوءة، خاصة في المدن الكبرى، مثل العاصمة، والبليدة، ووهران، وقسنطينة، وسطيف”.
وبحسب إلياس مرابط، فإن الجزائر تتجه “شيئا فشيئا إلى إجبارية التلقيح بطريقة غير مباشرة، بإلزام المواطنين ببطاقة التلقيح داخل الشركات والمؤسسات والفضاءات العمومية، وشركات الطيران والنقل”، داعيا السلطات العمومية إلى “تفعيل الإجراءات الردعية وتطبيق البروتوكولات الصحية، وإذا اقتضى الأمر العودة إلى إجراءات الحجر لمحاصرة الوباء”.
ويشهد منحى الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد في الجزائر تصاعدا خطيرا في الفترة الأخيرة، حيث تجاوز حاجز 800 حالة في اليوم، وفق وزارة الصحة الجزائرية.
وأرجع وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، أسباب تزايد الإصابات إلى “التراخي من طرف المواطنين”، مبرزا أن كل توصيات اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا “ض ربت عرض الحائط”.
وكانت السلطات الجزائرية، قد قررت، أمس السبت، “إعادة تفعيل الإجراءات الوقائية المتخذة، منذ بداية تفشي الوباء، بكل صرامة، كارتداء الكمامات، والتباعد الجسدي، وتعميم استعمال المعقمات، إضافة إلى تسريع وتيرة التلقيح”.
وارتفع العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في الجزائر إلى 144 ألفا و 483 حالة، منها 3811 وفاة.