أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، اليوم الخميس، اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية، وذلك بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون. وخلال مؤتمر صحفي عقب لقائه عون، أكد الحريري في كلمة مقتضبة أنه لم يتوصل إلى اتفاق مع الرئيس، قائلا: “من الواضح أننا لن نتمكن من التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف: “الله يكون في عون البلد”.
وقال الحريري، بعد اجتماعه بالرئيس اللبناني في قصر بعبدا “خلال كلامي مع الرئيس، كانت هناك تعديلات طلبها، اعتبرتها أنا تغييرات جوهرية في التشكيلة”.
وأضاف “تناقشنا بالأمور التي لها دخل بالثقة، وتسمية الآخرين والمسيحيين، وغيرهم. واضح أن الموقف لم يتغير، وواضح أننا لن نتفق مع فخامة الرئيس”.
وأكد الحريري “طرحت على الرئيس اللبناني أن يحظى بوقت أطول للتفكير، لكنه قال إننا لن نستطيع التوافق، لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة”.
واختتم حديثه المقتضب أمام الإعلاميين بجملة “والله يعين البلد”، مؤكدا بعدها أن الحديث سيكون بشكل مطول لاحقا حول الموضوع.
ووفق مصادر إعلامية محلية، كان الحريري قد تقدم بتشكيلة حكومية من 24 وزيرا، أمس الأربعاء، وقال إنه ينتظر جوابا من الرئيس اللبناني بحلول اليوم الخميس.
وأضاف الحريري أمس “قدمت للرئيس عون حكومة من 24 وزيرا من الاختصاصيين حسب المبادرة الفرنسية وحسب مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبالنسبة لي هذه الحكومة قادرة على أن تقوم بالبلد وتبدأ بالعمل على وقف الانهيار”.
وأشارت المصادر إلى أن تشكيلة الحريري المقترحة، تضم 6 وزراء جدد إلى التشكيلة السابقة، التي رفضها قبل أشهر الرئيس ميشال عون. وكل ف الحريري في أكتوبر تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة برئاسة حسان دياب بعد انفجار وقع في مرفأ بيروت في الرابع من غشت وتسبب بمقتل أكثر من مئتي شخص، ونتج عن إهمال في تخزين مواد متفجرة على الأرجح.
وحالت الخلافات السياسية الحادة التي أسقطت حكومة دياب وتمسك كل طرف بحصة ونفوذ، دون تشكيل الحكومة، على الرغم من ضغوط دولية ومن وساطة فرنسية فشلت في دفع الأطراف السياسية إلى التوافق على صيغة حكومية.
ومنذ أشهر، يتبادل الحريري مع رئيس الجمهورية وحزبه السياسي الاتهامات بتعطيل تأليف حكومة يريدها الحريري من الاختصاصيين، بينما يريد “التيار الوطني الحر” أن تكون ممثلة لميزان القوى السياسي، علما أن تيار عون لديه أكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب.
ويشترط المجتمع الدولي على لبنان تنفيذ إصلاحات ملحة ليحصل على دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة انهيار اقتصادي يعاني منه منذ أكثر من عام ونصف عام.