أكد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر البيو-تكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط ، اليوم الخميس بالقنيطرة ، أن توطين اللقاحات بالمغرب سبقته دراسات وخطط ، على مدى سنوات ، قبل إطلاق المشروع الملكي.
وقال البروفيسور الإبراهيمي ، خلال مؤتمر دولي حول اليقظة الصحية تنظمه جامعة ابن طفيل من 15 إلى 17 يوليوز الجاري ، “إن توطين اللقاحات لمحاربة الفيروسات والأوبئة بالمغرب ليس وليد اليوم، وإنما سبقته دراسات وخطط لسنوات طويلة قبل إطلاق المشروع الملكي”، مضيفا أن الأزمة الصحية الحالية هي التي عجلت بإنتاج لقاحات (كوفيد-19) محليا.
وكان الملك محمد السادس قد ترأس ، يوم 5 يوليوز الجاري بالقصر الملكي بفاس ، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد ل(كوفيد-19) ولقاحات أخرى بالمغرب.
ويندرج هذا المشروع المهيكل في إطار إرادة جلالة الملك تمكين المملكة من التوفر على قدرات صناعية وبيو-تكنولوجية شاملة ومندمجة لتصنيع اللقاحات بالمملكة.
وفي مداخلته بالمؤتمر، نوه البروفيسور الإبراهيمي بالمقاربة المغربية في تدبير الجائحة التي اتسمت “بالليونة والفعالية”، مذكرا بأن المغرب كان من أوائل البلدان التي فرضت الحجر الصحي لتجنب الأسوأ “كما وقع في بلدان أخرى لم تكن لها نظرة استباقية”.
وحول الدروس المستفادة من التجربة المغربية لتدبير الجائحة، أفاد المتحدث ، وهو أيضا عضو اللجنة العلمية لتتبع فيروس (كوفيد-19)، بأنه تم اتباع ثلاث مقاربات الأولى كانت وقائية والأخرى طبية والثالثة متمثلة في مقاربة التلقيح “التي ينخرط فيها الجميع الآن بكل مسؤولية”.
وشدد ، في هذا الصدد ، على ضرورة الالتزام بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتطبيق كافة التدابير الوقائية الصادرة عن السلطات العمومية، محذرا ، في الوقت ذاته ، من أن استفحال الوضعية الوبائية “سيعجل بالعودة إلى الإجراءات الاحترازية السابقة التي لا يتمناها أي أحد”.
من جهتها، أبرزت مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية رشيدة السليماني بن الشيخ أن موضوع اليقظة الصحية أصبح يفرض نفسه مع ظروف جائحة كورونا.
وأشارت الدكتورة السليماني إلى أهمية هذا المؤتمر الذي يشكل ، بما يتضمنه من مداخلات ، إضافة للطلبة والباحثين في مجال اليقظة الصحية لمجابهة التحديات المستقبلية، لاسيما على المستوى الصحي.
وعددت في مداخلتها، التهديدات الصحية التي تحيط بالإنسان، منها تلك المتعلقة بالأمراض المعدية والحوادث الصحية والأمراض المزمنة والأمراض الناتجة عن استهلاك مواد غير صحية.
وبدوره، شدد رئيس مركز دراسة الدكتوراه بجامعة ابن طفيل عبد المجيد السليماني على الصبغة الآنية التي يكتسيها المؤتمر بسبب الظروف التي يعيشها العالم جراء الجائحة، وعلى الحاجة الماسة لتبادل الخبرات بين الخبراء والدول في موضوع اليقظة الصحية.
وسجل السليماني أنه تم دعم عشرين مشروع بحث على المستوى الوطني في موضوع اليقظة الصحية على هامش هذا المؤتمر الدولي، وأن المركز سيعمل على نشر ستين منشور مشترك بين جامعة ابن طفيل والمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية.
أما رئيس مصلحة تبادل المعلومات بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط عزيز الطاهر فاعتبر أن المؤتمر فرصة لعرض بحوث ودراسات متعلقة بموضوع اليقظة الصحية، موردا أن هذا اللقاء هو ثمرة تعاون وشراكة بين هذا المركز وجامعة ابن طفيل في ما يتعلق بالبحث العلمي وتبادل الخبرات.
ويعرف المؤتمر الذي ينظم حضوريا وعبر تقنية الاتصال المرئي، مشاركة أزيد من 700 خبير وباحث من 28 بلدا، يشاركون في 13 محاضرة و354 عملية اتصال طيلة أيامه الثلاثة.