انطلقت مناسك الحج، اليوم الأحد، بتوافد حجاج بيت الله إلى المسجد الحرام لأداء طواف القدوم قبل التوجه من مكة المكرمة إلى مشعر منى بعد صلاة الفجر فيما يعرف بـ”يوم التروية”، في ظل إجراءات احترازية غير مسبوقة يخيم عليها شبح فيروس كورونا المستجد.
وسيتحول ضيوف الرحمن إلى منى بعد اكتمال أداء مناسك اليوم الأول من الحج حيث سيؤدون طواف القدوم حول الكعبة المشرفة.
وأظهرت الصور التي تناقلتها محطات التلفزيون السعودية مئات الحجاج يطوفون بالكعبة المشرفة في مشهد غير مألوف، إذ كان اليوم الأول من الحج يشهد مشاركة مئات الآلاف في طواف القدوم. فغابت مشاهد التدافع من أجل الاقتراب من مقام إبراهيم الذي نصب حوله والكعبة المشرفة حاجز دائري لمنع الحجاج من لمسه أو الاقتراب منه.
وأدى الحجاج طواف القدوم مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا، إذ حددت السلطات مسارات للطواف، مع وضع علامات لضمان حفاظ ضيوف الرحمن على هذه المسافات.
فالعمليات التنظيمية الدقيقة كانت عنوان الحج لهذا العام، عبر جداول زمنية محددة، وخطة تفويج متكاملة مع كافة الأجهزة الحكومية الخدمية والمساندة، حيث يتم الدخول إلى صحن المطاف عبر 3 أبواب، ويتم طواف الحجاج عبر 25 مسارا للمطاف حول الكعبة المشرفة. يذكر أنه بعد عملية انتقاء قامت بها السلطات السعودية إلكترونيا بين 558 ألف مرشح، تم اختيار 60 ألف مقيم بالمملكة، مع استثناء الوافدين، لتأدية مناسك حج هذا العام، التي تتواصل على مدى 5 أيام، مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم أدوا مناسك الحج العام قبل الماضي. وتم تزويد كل حاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، من بينها معقم وكمامات وسجادة ومظلة، كما تم إطلاق “سوار نسك”، وهو سوار ذكي لتسهيل رحلة الحجاج الى المشاعر المقدسة والتواصل مع الجهات الصحية والأمنية.
وقالت وزارة الحج والعمرة إنها أقامت العديد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج الذين سيطلب منهم الالتزام بالتباعد الجسدي.
كما تم تجهيز نحو 1500 حافلة لنقل ضيوف الرحمن وفقا للاجراءات الاحترازية و”البروتوكولات” الصحية ، إضافة إلى 100 حافلة احتياطية، مزودة بأحدث أنظمة الاتصال ومتابعة الحركة ضمن باقات متعددة لنقل ضيوف الرحمن وفق منظومة عصرية متكاملة وانسيابية تتسم بالكفاءة في التشغيل وجودة في الأداء. وقررت السلطات السعودية أيضا تقليص الطاقة الاستيعابية في أبراج ومخيمات مشعر منى إلى النصف، وهي التي كانت تستوعب 2500 حاج قبل الجائحة. ويتم نقل الحجاج عبر حافلات إلى مخيمات معق مة في منى، ليبيتوا ليلتهم هناك قبل أن يتوجهوا بعد صلاة فجر غد الاثنين إلى عرفات على بعد 10 كيلومترات للوقوف على صعيده الطاهر وهو ركن الحج الأعظم، وسط تطبيق إجراءات احترازية صارمة لمنع تفشي فيروس كورونا بين ضيوف الرحمن.