دعا سفير المغرب في كينيا، المختار غامبو، نيروبي إلى دعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لإيجاد حل للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية.
وقال الدبلوماسي المغربي الذي حل، نهاية هذا الأسبوع، ضيفا على البرنامج الكيني “My Story” على قناة (KTN)، “أدعو حكومة كينيا، التي تشغل حاليا مقعدا في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، أن تدعم مخططنا للحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية”.
وحرص غامبو على التأكيد، خلال مداخلته، أن مخطط الحكم الذاتي المغربي، الذي ق د م سنة 2007 بالأمم المتحدة، يقدم حلا “عمليا” و “واقعيا” للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مشددا على أهمية التعامل بجدية مع مشكلة الحركات الانفصالية في إفريقيا، القائمة في 23 بلدا إفريقيا على الأقل.
وتابع قائلا “إن مطالبة كينيا بتغيير موقفها تجاه الصحراء ليس طلبا مبالغا فيه، لأن كينيا دافعت دوما عن الوحدة الترابية للبلدان الإفريقية”.
ومن جهة أخرى، أشاد الدبلوماسي المغربي بقرار الحكومة الكينية ببحث إمكانية فتح سفارة مقيمة بالرباط خلال الأشهر المقبلة، مؤكدا أن مقاربة رابح-رابح للتعاون المغربي-الكيني يبررها تكامل اقتصاد البلدين.
وبعد أن ذكر بأن الحضور المغربي في كينيا يعود إلى القرن الرابع عشر، عندما زار الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة ساحل مومباسا الكيني وأنجز كتابات عن المناطق الساحلية الكينية، سجل غامبو أن التاريخ الكيني يحتفظ أيضا بذكرى الصداقة العميقة بين مؤسس كينيا جومو كينياتا، وجلالة المغفور له الحسن الثاني.
وقال في هذا الصدد “نعمل على إنشاء مؤسسة تحمل اسم ابن بطوطة (مؤسسة ابن بطوطة بإفريقيا) للدفع بالتعاون الاقتصادي والثقافي بين بلدينا”.
وبخصوص التعاون الاقتصادي، أشار السفير إلى أن القطاع الخاص المغربي يعتزم الاستثمار في كينيا، خاصة في قطاعات السياحة والتمويل والتأمين.
كما أبرز المقاربة الملكية للتعاون جنوب-جنوب، مذكرا في هذا الإطار بأن المملكة هي المستثمر الإفريقي الأول في القارة بأكثر من ألف اتفاقية اقتصادية موقعة مع شركائها الأفارقة.
ومن جانب آخر، تطرق الدبلوماسي المغربي إلى الذكرى الثانية والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، مسجلا أن الأمر يتعلق بحدث تاريخي يعكس الروابط القوية بين الشعب المغربي والعرش، وهو مناسبة سنوية للوقوف على المكتسبات وكذا الإنجازات والتحديات التي تواجهها المملكة.
يشار إلى أن “My Story”، الذي يبث كل نهاية أسبوع من الساعة السادسة إلى السابعة مساء، هو برنامج يحظى بإقبال كبير في كينيا، وغالبا ما يستضيف صناع القرار الكينيين والوزراء وزعماء الأحزاب السياسية والحكام والبرلمانيين. وكان سفير المغرب أول دبلوماسي تتم دعوته إلى هذا البرنامج.