أكد رئيس مجلس المنافسة، أحمد رحو، على الأهمية الحاسمة للتكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، في تحسين الإنتاج الفلاحي في المغرب.
وأبرز رحو، في افتتاح النسخة الثالثة لأيام تكنولوجيا المعلومات في الفلاحة، التي نظمت الجمعة الماضية بمكناس تحت شعار “التحول الرقمي في صلب تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر”، أن التكنولوجيا واكبت الفلاحة على الدوام منذ الثورة الصناعية، مؤكدا على العرض الرقمي في سوق الشركات والمقاولات الناشئة في هذا المجال.
وتطرق رئيس مجلس المنافسة إلى الظروف الصعبة التي تواجه مهنيي القطاع، لا سيما فيما يتعلق بالمخاطر المناخية والإنتاج، والتسويق، وتوافر المدخلات، والأمراض، مشيرا إلى أن “المنافسة بين العقارات الفلاحية والحضرية هي مسألة تسائل المسؤولين العموميين”.
وفي السياق ذاته، تطرق رحو إلى السياسة المائية في المغرب من خلال الاستعمالات المنزلية والفلاحية والصناعية للمياه، مشددا على ضرورة إعادة التفكير في نموذج الفوترة، واستعمال الماء وتكلفته، من أجل تعزيز الاستثمارات في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أكد، في كلمة بالمناسبة، أن الرقمنة تندرج ضمن المشاريع الأفقية لاستراتيجية الجيل الأخضر التي تهدف إلى جعل الفلاحة المغربية أكثر مرونة وتنافسية، ومبتكرة وجذابة لمهنيي القطاع بشكل عام وللشباب والأجيال الناشئة من الفلاحين ورواد الأعمال على وجه الخصوص.
وقال إن ورش الرقمنة يهدف إلى ربط مليوني فلاح بالخدمات الإلكترونية الفلاحية في أفق 2030 .
كما أبرز الوزير الجهود التي بذلتها الوزارة لإنجاح مواءمة خارطة طريق التحول الرقمي مع استراتيجياتها، وذلك منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، مؤكدا على أهمية التحول الرقمي بالنسبة لجميع فاعلي سلسلة القيمة الفلاحية، وخاصة الفلاحين، حيث يتيح لهم تحقيق ربح أكبر للضيعات الفلاحية بالإضافة إلى تحسين ظروف عملهم ومعيشتهم، وكذا تقليل تأثير الوسطاء.
ونظم هذا الحدث طبقا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إيلاء أهمية خاصة للتكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال لتحسين حكامة مختلف برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وتقديم خدمة عمومية تتسم بالجودة للمواطنين.
كما يندرج في إطار توصيات النموذج التنموي الجديد الذي يجعل الرقمنة العمود الفقري للتنمية الاقتصادية لبلادنا.
يذكر أن النسخة الأولى من هذه التظاهرة ن ظمت من قبل الوزارة في 28 نونبر 2017 بالرباط، تحت شعار “التحول الرقمي، رافعة للتنمية الفلاحية والصناعات الغذائية”، بينما أقيمت النسخة الثانية في 18 أبريل 2019 بمناسبة انعقاد النسخة الرابعة عشر من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس حول موضوع “التحول الرقمي، من أجل قطاع فلاحي واعد وموفر للشغل لفائدة الشباب القروي”.
وتشكل هذه اللقاءات فرصة لتبادل الخبرات بين الخبراء والمشاركين من أجل التواصل حول المستجدات والتكنولوجيات الجديدة من قبيل “صور الأقمار الصناعية، والبلوكشين، والذكاء الاصطناعي، والأجهزة المتصلة، والطائرات بدون طيار، إضافة إلى كونها مناسبة لاستكشاف فرص عمل وشراكات جديدة في هذا المجال.