الواردات الغذائية : الحبوب تحت ضغط الجفاف وزلزال الحوز
أفاد تقرير حول المقاصة، ضمن الوثائق المرفقة لمشروع قانون المالية لسنة 2025، بلوغ واردات المغرب من الحبوب الرئيسية قرابة 96 مليون قنطار خلال الفترة الممتدة من فاتح يونيو 2023 إلى متم ماي 2024، بزيادة بلغت نسبتها 22,27% مقارنة بالموسم الماضي، واستهدفت هذه النسبة الكبيرة من الزيادة إلى كميات الشعير التي استوردها المغرب من أجل المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
تتوزع الكميات المستوردة بين 48 بالمائة من القمح اللين، و 27% من الذرة، و16% من الشعير، و 9% من القمح الصلب، موضحا أن هذه الزيادة بشكل أساسي إلى ارتفاع في واردات الشعير بنسبة 500%، وواردات الذرة ب 35%.
وتابع المصدر أن هذا الارتفاع الحاد في واردات هذين المنتوجين راجع أساسا إلى اعتماد الدولة لبرنامج يهدف إلى “التخفيف من آثار الجفاف وتوفير أكثر من 18 مليون قنطار من الشعير المدعم للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، بالإضافة إلى 6 ملايين قنطار من الأعلاف المركبة التي تعتمد بشكل كبير على الذرة”.
وبخصوص الدول المصدرة، فعلى غرار السنوات السابقة، فقد ظلت فرنسا المصدر الأول للبلاد من الحبوب بنسبة 27%، وتتضمن البلدان الرئيسية الأخرى المصدرة للحبوب إلى المغرب كلا من البرازيل وألمانيا والأرجنتين ورومانيا وكندا وروسيا.
بالنسبة للقمح اللين تحديدا، والذي يشكل النسبة الأكبر من واردات المغرب من الحبوب، تساهم فرنسا بأكثر من نصف احتياجات البلاد منه، حيث تستأثر بنسبة 54%، تليها ألمانيا وروسيا ورومانيا، التي تستأثر مجتمعة على 32%، بينما تأتي النسبة المتبقية البالغة 14% من دول أخرى.
وأبرز التقرير أنه لتعزيز التوازن بين الإنتاج الوطني وتزويد السوق بالقمح اللين، تقوم الدولة بتعديل الرسوم الجمركية وفقا لتطورات الأسعار الدولية لهذا المنتج، وكذلك بناء على الوضع الاقتصادي على المستويين الوطني والدولي في هذا القطاع.
وأردف المصدر أنه خلال سنة 2021، ونظرا للذروة التي عرفها الإنتاج الوطني من القمح اللين، وبدافع تشجيع الإنتاج المحلي وضمان دخل مناسب للفلاحين المغاربة، “اتخذت الحكومة إجراءات تحفيزية اعتيادية، تشمل تحديد سعر مرجعي للفلاحين، ومنح مكافآت لتجميع وتخزين المحاصيل، بالإضافة إلى زيادة الرسوم الجمركية على القمح اللين إلى 135%”.
في المقابل، ونظرا للارتفاع الحاد في أسعار القمح اللين، وتراجع إنتاج المغرب من هذه المادة فقد تم تعليق تحصيل الرسوم الجمركية على استيراد القمح اللين اعتبارا من نونبر سنة 2021.
وتسجل واردات المغرب من القمح ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب توالي موجات الجفاف، حيث بلغ الإنتاج الوطني من الحبوب 31,2 مليون قنطار خلال موسم 2024/2023، مما يمثل تراجعا بنسبة 43 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي، وبنحو 70% مقارنة بالذروة التي سجلها الموسم الفلاحي الجيد 2021/2020.
ويعزى هذا الانخفاض أساسا إلى الظروف المناخية غير الملائمة للسنة الثالثة على التوالي وإلى الإجهاد المائي الذي أثر على العديد من المناطق الزراعية في البلاد، مما تسبب في خسائر كبيرة في المحاصيل خاصة في جهة الدارالبيضاء سطات.