أثمرت زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون التاريخية للمغرب، تطوراً جديداً في المجال الفلاحي من خلال توقيع مذكرة تفاهم مهمة بين أربع مؤسسات رائدة في البلدين. جمعت المذكرة كلاً من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط عبر فرعها “OCP Nutricrops”، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية من الجانب المغربي، ومنظمة “Intercéréales-France” ومعهد “Arvalis” من الجانب الفرنسي.
تهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى تعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير التكنولوجي والابتكار الزراعي. وتركز بشكل خاص على أربعة محاور رئيسية: صحة التربة وخصوبتها، الزراعة الدقيقة، إدارة الموارد المائية، والتكيف مع التغيرات المناخية. كما تشمل تبادل الخبرات والمعارف العلمية حول الممارسات الزراعية المستدامة، وتطوير حلول تتناسب مع خصوصيات التربة المحلية والظروف البيئية.
وتلتزم المؤسسات الأربع من خلال هذه المذكرة بتنظيم فعاليات وبرامج تدريبية تهدف إلى تعزيز الزراعة عالية الإنتاجية ومنخفضة انبعاثات الكربون. وقد أشاد يوسف الباري، المدير العام لشركة “OCP Nutricrops”، بأهمية هذا التعاون في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والاستدامة على المستوى العالمي.
من جهته، أكد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، على المكانة المحورية للابتكار والبحث في استراتيجية التنمية، مشدداً على أن تضافر الخبرات بين المؤسسات الأربع سيعزز القدرة على تطوير حلول مستدامة للتحديات الزراعية المعاصرة.
أما الجانب الفرنسي، فقد عبر عنه بينوا بياتريان، رئيس “Intercéréales-France”، مؤكداً أن هذه الشراكة ستمكن قطاع الحبوب الفرنسي من الاستفادة من الخبرات المتنوعة للشركاء في مجالات البحث والابتكار وتغذية النباتات، خاصة في سياق المناخ المتوسطي. كما أضاف جان مارك شوارتز، رئيس “Arvalis”، أن مؤسسته ملتزمة بتوظيف خبرتها في الهندسة الزراعية وتغذية النبات لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية.
وتجدر الإشارة إلى أن “Intercéréales-France” تمثل القطاع المهني للحبوب في فرنسا، بينما تعمل “OCP Nutricrops” كذراع متخصص لمجموعة OCP في مجال تطوير حلول تغذية التربة. وتقدم الأخيرة للفلاحين المغاربة مجموعة متكاملة من الحلول المستدامة والعالية الجودة في مجال سلامة التربة وتغذية النباتات، معتمدة على خبرة شبكة عالمية من المهندسين الزراعيين والخبراء.