كشفت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 عن تحول ديموغرافي كبير في المغرب، مع تراجع في معدل النمو السكاني، وزيادة في تركيز السكان في المناطق الحضرية.
وتحتل جهة الدار البيضاء – سطات المرتبة الأولى من حيث الكثافة السكانية، حيث بلغ عدد سكانها 7,688,967 نسمة، بما يمثل 20.9% من إجمالي سكان المملكة الذي بلغ 36,828,330 نسمة. تليها في المرتبة الثانية جهة الرباط – سلا – القنيطرة بعدد سكان 5,132,639 نسمة، ثم جهة مراكش – آسفي بعدد 4,892,393 نسمة.
انخفاض معدل النمو السكاني: تشير البيانات إلى تراجع معدل النمو السكاني في المغرب على مر العقود، حيث انخفض من 2.6% بين 1960 و1982 إلى 0.85% بين 2014 و2024. يُعزى هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك التحولات في أنماط الحياة وتوجهات الأسرة. بينما شهدت المدن الكبرى زيادة كبيرة في عدد السكان، فقد ارتفع عدد سكان الوسط الحضري من حوالي 3.4 مليون نسمة سنة 1960 إلى 23.1 مليون نسمة في 2024.
تركيز السكان في خمس جهات: أظهر الإحصاء أن 71.2% من السكان يتركزون في خمس جهات، مما يعكس تركيزا سكانيًا كبيرا في هذه المناطق. جهة الدار البيضاء – سطات تتصدر القائمة، تليها الرباط – سلا – القنيطرة، ومراكش – آسفي، وفاس – مكناس، وطنجة – تطوان – الحسيمة. هذا التوزيع يشير إلى أهمية هذه الجهات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.
المدن الكبرى: كما كشفت النتائج أن سبع مدن كبرى تحتضن حوالي 37.8% من السكان الحضريين في المغرب. تتصدر مدينة الدار البيضاء هذا التصنيف، تليها طنجة وفاس ومراكش. يُظهر هذا التوزيع الحضري تأثيرًا كبيرًا على التخطيط العمراني والخدمات العامة.
تغيرات في بنية الأسر: ترافق زيادة عدد السكان مع انخفاض متوسط عدد الأفراد في الأسرة، حيث تراجع من 4.6 أفراد في 2014 إلى 3.9 أفراد في 2024. يُظهر هذا التغير تحولا في الديناميات الأسرية، مما يستدعي إعادة النظر في السياسات الاجتماعية والاقتصادية لتعكس هذه التغيرات.
