تجد الخطوط الجوية الجزائرية صعوبة متزايدة في الصمود أمام منافسة الخطوط الملكية المغربية في السوق الإفريقي، حيث تكافح شركة الطيران الجزائرية لملء رحلاتها إلى بعض الوجهات الرئيسية. وتكشف المؤشرات الأخيرة عن تفوق واضح للخطوط الملكية المغربية في السوق الإفريقية.
رغم الاستراتيجية التوسعية للخطوط الجوية الجزائرية، والتي شملت افتتاح خطوط جديدة في دول مثل الكاميرون وبوركينا فاسو، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال. وحتى سياسة التسعير التنافسية التي اعتمدتها الشركة في محطات مثل دوالا لم تنجح في استقطاب العدد المطلوب من المسافرين.
وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن اتحاد شركات الطيران الأفريقية لسنة 2023 إلى الفارق الكبير بين الشركتين، حيث استطاعت الخطوط الملكية المغربية نقل 5.6 مليون مسافر، متفوقة بذلك على نظيرتها الجزائرية التي نقلت 4.6 مليون مسافر.
ويرجع خبراء في قطاع السياحة الكاميرونيين قابلتهم صحيفة “مغرب إنتليجنس”، هذا التباين إلى عدة عوامل، أبرزها:
– ضعف الصورة الذهنية للخطوط الجوية الجزائرية في إفريقيا جنوب الصحراء
– حداثة أسطول الخطوط المغربية وتميزه بطائرات متطورة مثل بوينج 787 دريملاينر
– كثافة الرحلات التي تسيرها الخطوط المغربية وانتظامها
– قوة شبكة الربط عبر مطار الدار البيضاء كمحور رئيسي
وفي ظل هذه التحديات، تجد الخطوط الجوية الجزائرية نفسها مضطرة لمراجعة استراتيجيتها في السوق الإفريقية. فتخفيض وتيرة الرحلات وإلغاء بعضها، كما حدث في واغادوغو، يؤشر إلى ضرورة إعادة النظر في خطط التوسع وتحسين جودة الخدمات لاستعادة القدرة التنافسية.
