وقع المغرب والاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين في الرباط، اتفاقية تمويل بقيمة 190 مليون أورو (حوالي 2 مليار درهم) لدعم إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز. الاتفاقية، التي تغطي فترة 2024-2028، تأتي ضمن برنامج شامل يهدف إلى تحسين ظروف العيش وتعزيز استقرار المناطق المتضررة. وقد وقع هذه الاتفاقية كل من الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، والمفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع، أوليفر فارهيلي، في إطار تعزيز الشراكة الثنائية ودعم جهود المغرب في إعادة الإعمار.
يركز البرنامج المندمج على إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بشكل شامل. ويهدف إلى تقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة لتمكينها من تأهيل أو إعادة بناء منازلها، فضلاً عن استئناف الخدمات العمومية الأساسية، خاصة في قطاعي الصحة والتعليم، لضمان عودة الحياة الطبيعية. كما يتضمن البرنامج جهوداً لدعم الأنشطة الاقتصادية المحلية بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي وتحسين الظروف المعيشية للسكان في هذه المناطق.
أكد فوزي لقجع، خلال مراسم التوقيع، أن الحكومة ملتزمة بتلبية احتياجات السكان المتضررين من الزلزال، موضحاً أن أكثر من 63,800 أسرة قد تلقت مساعدات عاجلة. وأشار إلى أهمية التنسيق بين مختلف الفاعلين، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المدني، لضمان تنفيذ البرنامج بشكل مستدام. من جهته، أوضح أوليفر فارهيلي أن هذه المساهمة الأوروبية تهدف إلى إعادة تأهيل المرافق الحيوية وتعزيز الاقتصاد المحلي. وأشاد بدور البنك الأوروبي للاستثمار، الذي وافق على تعبئة استثمارات ضخمة لدعم جهود إعادة الإعمار.
تأتي هذه الاتفاقية كجزء من سلسلة مساعدات يقدمها الاتحاد الأوروبي. وقد سبق أن صرف دفعة أولى من المساعدات بقيمة 380 مليون درهم (35.6 مليون أورو) في دجنبر 2023، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات إلى أكثر من 2.4 مليار درهم (225 مليون أورو). كما تم تخصيص مبلغ إضافي قدره 60 مليون درهم (5.7 مليون أورو) لمنظمات المجتمع المدني بهدف الحفاظ على التراث المحلي وتعزيز المشاركة المجتمعية في جهود إعادة الإعمار.
في إطار الجهود الدولية، وقع البنك الأوروبي للاستثمار في أكتوبر 2024 اتفاقاً لتقديم تمويل بقيمة 5.4 مليار درهم (500 مليون أورو)، كجزء من قرض إجمالي يبلغ 10.7 مليار درهم (1 مليار أورو)، بضمانة الاتحاد الأوروبي. يهدف هذا التمويل إلى دعم مشاريع إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في المناطق المتضررة من الزلزال، بما يعزز استقرارها على المدى الطويل.
تعكس هذه الاتفاقية الالتزام المشترك بين المغرب والاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز. ومن خلال هذه الجهود، يسعى الطرفان إلى تعزيز صمود السكان وتحقيق تنمية مستدامة تضمن استقرار هذه المناطق وتطويرها على المدى البعيد.
