شارك المغرب بشكل نشط في الدورة الـ 122 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، التي انعقدت أخيرا بمدينة كارتاخينا دي إندياس بكولومبيا، في إطار من التفاؤل والانتعاش الكبير الذي يشهده قطاع السياحة على المستوى العالمي.
وأفاد بلاغ لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بأن الوفد المغربي، الذي ضم زهرة التازي، مديرة الاستراتيجية والتعاون بالنيابة، وعمر دينيا، نائب مدير بالوزارة، اغتنم هذه المناسبة لتسليط الضوء على المرونة الاستثنائية التي أبانت عنها المملكة.
كما تم استعراض تفاصيل تقدم خارطة طريق السياحة الوطنية للفترة 2023-2026، التي أسفرت عن نتائج مبهرة، حيث استقبل القطاع 14.6 مليون سائح حتى متم أكتوبر 2024، بزيادة بلغت 2.3 مليون سائح مقارنة بنفس الفترة من السنة 2023. كما حققت العائدات السياحية 87.1 مليار درهم حتى نهاية شتنبر 2024.
وخلال هذا الحدث، الذي جمع 47 دولة، عقد الوفد المغربي سلسلة من اللقاءات المثمرة مع مسؤولي منظمة الأمم المتحدة للسياحة، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون، بما في ذلك تقدم مشروع فتح مكتب للمنظمة في المغرب. كما جرت مناقشات مع نائبة وزيرة السياحة الكندية حول فرص التعاون بين البلدين.
وفي كلمته خلال الجلسة، قدم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، تقريرًا إيجابيًا حول النشاط السياحي العالمي، مشيرًا إلى أن السياحة استرجعت نحو 97% من مستوياتها ما قبل الجائحة في الربع الأول من سنة 2024، مع استقبال حوالي 285 مليون سائح دولي. وحقق المغرب معدلات أداء استثنائية، حيث وصل معدل انتعاش القطاع إلى 132%، متفوقًا على المعدل العالمي بـ35 نقطة.
هذا النجاح يعكس استمرارية الجهود الوطنية التي جعلت من المغرب واحدًا من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة. كما يعزز التزام المملكة المستمر في منظمة الأمم المتحدة للسياحة منذ انضمامها إليها سنة 1975، حيث تحتفظ بمقعد في المجلس التنفيذي للفترة 2022-2025 وتساهم بفاعلية في عدة لجان رئيسية، مما يبرز دورها المؤثر في تطوير السياحة العالمية.