بنعلي: المغرب وجهة للاستثمار في المعادن الحرجة

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، في تصريح لجريدة الشرق الأوسط، أن تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير يشكلان أولويتين استراتيجيتين للمغرب في ظل تصاعد الطلب على الطاقة. جاء ذلك خلال مشاركتها في مؤتمر التعدين الدولي بالرياض، حيث شددت على أهمية الاستثمار في تطوير البنية التحتية وتعزيز الشراكات الدولية لتحقيق الاستدامة.

وأوضحت بنعلي أن المغرب أحرز تقدمًا كبيرًا في مجال الطاقة المتجددة، ويعمل على توسيع هذا التقدم ليشمل تحسين شبكات الكهرباء والاتصالات. وأشارت إلى أن المملكة تسعى لتحرير سوق الكهرباء وتشجيع مشاركة القطاع الخاص في قطاع الطاقة المتجددة، استجابة لتوصيات صندوق النقد الدولي ضمن اتفاق “تسهيل الصلابة والاستدامة”.

وأضافت الوزيرة أن المغرب يُعد وجهة محورية لجذب الاستثمارات في قطاع المعادن الحرجة، مشيرة إلى امتلاكه مجموعة واسعة من المعادن الفلزية والاستراتيجية، بما في ذلك الكوبالت والليثيوم والنحاس. كما نوهت إلى أهمية إعادة التدوير في مواجهة تحديات الانتقال الطاقي والرقمي، مؤكدة أن المغرب يعمل مع شركاء دوليين، من بينهم السعودية ودول الخليج، بالإضافة إلى دول أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية.

وفي سياق متصل، أشادت بنعلي بالشراكة الاستراتيجية مع السعودية في مجالات التعدين والطاقة. وذكرت أن هذه الشراكة، التي انطلقت مع النسخة الأولى من منتدى معادن المستقبل، تشمل التعاون في البحث والتطوير وإنشاء مراكز التميز. كما أعلنت عن اختيار جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في المغرب كأحد ثلاثة مراكز تميز في المنطقة الكبرى.

ومن أبرز المشاريع الاستثمارية التي تعمل عليها المملكة، مشروع البنية التحتية للغاز بقيمة 4 مليارات دولار، الذي سيسهم في تسريع التحول نحو طاقة مستدامة. كما تطرقت إلى مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري – المغربي الذي يربط 13 دولة أفريقية ويعزز التعاون الطاقي بين القارة الأفريقية ودول المحيط الأطلسي.

وخلال جلسة نقاش حول المعادن الحرجة، أكدت بنعلي أن المغرب يشكل منصة استراتيجية لإعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية، مشيرة إلى دوره كحلقة وصل لوجستية وثقافية بين أوروبا والحوض الأطلسي. ودعت إلى تعزيز التعاون الدولي وحشد الجهود لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدارة الشبكات الكهربائية بكفاءة، مؤكدة أن المغرب يعمل على توفير المعادن والخامات بتكلفة تنافسية عبر زيادة الربط بين الأسواق وتطبيق معايير الاستدامة.

Exit mobile version