الشرقاوي: خلية “الأشقاء الثلاثة” كانت تستهدف مقرات أمنية وأسواق وأماكن عمومية

كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، حبوب الشرقاوي، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بمخططات خلية “الأشقاء” الإرهابية التي تم تفكيكها مؤخراً في منطقة حد السوالم. وأوضح أن الخلية كانت تستهدف تنفيذ عمليات تفجيرية ضد مقرات أمنية حساسة، وأماكن عامة تستقطب المواطنين والأجانب.

وحذر الشرقاوي، خلال ندوة صحافية احتضنها مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، من الاستقطاب الأسري في مثل هذه العمليات التي تدخل في إطار العمليات الإرهابية، على اعتبار أن تنظيمات كداعش صارت تعوّل على مثل هذه الأساليب.

وأوضح مدير “البسيج”: “خطورة هذه الخلية لا تكمن فقط في المشاريع التي كانت تعتزم تنفيذها ولا في المستوى المتقدم، وإنما في تنامي الاستقطاب الأسري كرافد جارف للتجديد في صفوف المستعدين للقيام بهجمات إرهابية؛ فهذا يعبر عن تصاعد ناشئ يندر بتحديات اجتماعية خطيرة وتشكل جيوب مقاومة للأعراف والتقاليد المغربية”.

وكشفت التحقيقات أن أفراد الخلية قاموا بأعمال تحضيرية دقيقة، شملت تصوير المواقع المستهدفة وإعداد رسومات تفصيلية للمسارات المؤدية إليها. كما عمدوا إلى شراء مواد كيميائية ومعدات يمكن استخدامها في صناعة المتفجرات، متبعين أسلوباً ذكياً في تنويع مصادر الشراء لتفادي الرصد الأمني.

وفي سياق متصل، أشار الشرقاوي إلى تبني الخلية لتكتيكات “الذئاب المنفردة”، حيث قاموا بتخزين أسلحة بيضاء لاستخدامها في عمليات التصفية الجسدية. وكشف أن أفراد الخلية كانوا يتلقون توجيهات وتدريبات من قيادات داعش في منطقة الساحل من خلال مقاطع فيديو توثق عمليات إعدام وحشية.

ويبرز التهديد المتنامي لمنطقة الساحل الإفريقي من خلال الإحصائيات التي قدمها المسؤول الأمني، حيث تم تفكيك أكثر من 40 خلية إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش في المنطقة. كما تم رصد مغادرة 130 متطرفاً مغربياً إلى مناطق النزاع في الصومال والساحل منذ نهاية سنة 2022.

وفي تطور مقلق، أشار الشرقاوي إلى مشاركة مغربيَين في هجوم انتحاري على ثكنة عسكرية في الصومال نهاية 2024، مما يؤكد تورط المقاتلين المغاربة في عمليات إرهابية خارج الحدود. وشدد على أن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني كانت قد حذرت مسبقاً من تحول منطقة الساحل إلى قطب إقليمي للإرهاب الدولي.

وتؤكد هذه المعطيات الخطيرة أهمية اليقظة الأمنية المستمرة والتعاون الدولي لمواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية، خاصة مع تزايد نشاط التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي وتأثيرها المحتمل على الأمن الإقليمي.

Exit mobile version