شكلت البيانات، التي تُعد مورداً أساسياً في صياغة الاستراتيجيات التسويقية، محور ندوة نُظمت بالدار البيضاء، في إطار الدورة الثامنة من أسبوع “لي أمبريال”. وتناولت موضوع “إعادة التفكير في البيانات: تحد أخلاقي وتكنولوجي في عصر الابتكار”، حيث تم تسليط الضوء على الدور المحوري للبيانات في تحويل نماذج الأعمال واستراتيجيات التسويق.
أبرز المشاركون في الندوة، من بينهم خبراء في مجالات الرقمنة والإعلام، كيف أن تحليل البيانات يُساعد على فهم سلوكيات المستهلكين بشكل أفضل وتحسين الاستثمارات الإعلانية.
ومع تزايد مصادر المعلومات ونمو الوسائط الرقمية، تثار تساؤلات حول موثوقية البيانات المجمعة وحمايتها.
تطرقت الندوة كذلك إلى مواضيع “البيانات الضخمة” و”الذكاء الاصطناعي”، حيث تم التأكيد على الفرص الكبيرة التي توفرها في مجالات التقسيم والاستهداف. كما تم التأكيد على ضرورة اتباع نهج مسؤول لضمان استغلال أخلاقي وفعال للبيانات.
في هذا الإطار، ناقش أنس بنوحود، الخبير في التحول الرقمي، القيمة الاقتصادية للبيانات، مشبهاً إياها بـ “نفط المقاولات الحديثة”. وأكد أن البيانات التي تُخزن في السحابة الإلكترونية وتُستغل عبر خوارزميات متطورة تشكل مورداً استراتيجياً أساسياً للمقاولات التي تسعى لدخول أسواق جديدة.
كما أكد عصام فتحية، الخبير في مجال الإعلام، على الدور الحاسم للبيانات في قطاع الإعلام والإعلانات. وبيّن أن الحجم الهائل من البيانات المتاحة اليوم يُتيح تحسين الاستراتيجيات الإعلانية، مع التركيز على ضرورة استغلالها بشكل ذكي لتعزيز تأثير الحملات الإعلامية.
تطرق الخبراء أيضاً إلى مسألة حماية البيانات الشخصية، حيث اعتبر فتحية أن القانون 08-09 الذي ينظم استغلال البيانات الشخصية يعد خطوة مهمة، لكنه أشار إلى الحاجة لبذل جهود إضافية لتعزيز الأمان والأخلاق في استخدام المعلومات المجمعة.