أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، اليوم الجمعة بلييج، أن المغرب أضحى يوفر أرضية جد مشجعة للاستثمارات الأوروبية عموما والبلجيكية على وجه الخصوص، وذلك بفضل عدد من المؤهلات التي يشكل الاستقرار السياسي ركيزتها الأساسية.
وأوضح عامر، خلال ندوة خصصت للإعلان الرسمي عن إطلاق الدورة الخامسة لملتقى الأعمال المغربي-البلجيكي بالدار البيضاء، خلال الفترة ما بين 26 و29 أكتوبر المقبل، أن التعاون بين البلدين الصديقين ممتاز على مختلف الأصعدة.
وأكد السفير خلال هذا اللقاء، الذي عرف حضور ثلة من أصدقاء المغرب والمستثمرين البلجيكيين الراغبين في تنفيذ مشاريع بالمملكة، أن المبادلات الاقتصادية بين البلدين لا تزال مع ذلك لا ترقى إلى مستوى العلاقات الثنائية الجيدة، التي تعززها صلات ثقافية وبشرية قوامها رصيد بشري تعداده أزيد من 800 ألف مواطن بلجيكي من أصل مغربي.
وأوضح عامر أن المغرب يتوفر على مؤهلات وازنة بالنسبة للشركاء البلجيكيين، والتي تتمثل في المقام الأول في الاستقرار الذي تنعم به المملكة وسط محيط تعمه الاضطرابات ومظاهر التوتر، ما يشكل أرضية مشجعة للغاية بالنسبة للاستثمارات الأوروبية والبلجيكية على وجه الخصوص.
وحسب عامر، فإن المؤهل الثاني الذي يميز المغرب، هو حضوره الوازن في القارة الإفريقية، بفضل الريادة التي أرسى أسسها الملك محمد السادس، والتي بلغت أوجها سنة 2017 من خلال الزيارات المكثفة التي قام بها جلالته لعدد من الأقطار الإفريقية الشقيقة.
وأوضح، في هذا الصدد، أن المغرب أضحى قطبا قاريا حقيقيا على مختلف الأصعدة السياسية، الاقتصادية، الثقافية، والروحية أيضا، في ضوء الجهود الحثيثة التي يبذلها في مجال تكوين الأئمة وإشاعة تعاليم الدين الإسلامي الوسطي، السمح والمعتدل.
من جهة أخرى، أكد عامر أن ثالث المؤهلات التي أضحت تميز المملكة المغربية، هي تدبيرها الناجع والنموذجي بجميع المقاييس لجائحة “كوفيد-19″، والتي أبان من خلالها المغرب عن كفاءة منقطعة النظير وقدرة مبهرة على الاستباقية واتخاذ القرارت المثلى في زمن الأزمة.
وحسب عامر، فإن رابع المؤهلات التي تميز المملكة، هي إقرارها لنموذج تنموي جديد يعد بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم، تؤهل البلاد لاجتياز مختلف المحطات البنيوية، الاقتصادية والاجتماعية التي تنتظرها، وهو ما يشكل أيضا محفزا أساسيا للتنمية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
من جهته، قال رئيس الجمعية البلجيكية “أصدقاء المغرب”، فرانسيس ديلبيري، في مداخلة بهذه المناسبة، إن المغرب الذي يكن له حبا كبيرا، يتجاوز كونه مغرب المواقع السياحية الأخاذة والشواطئ الساحرة والمناظر الخلابة، بل هو مغرب الثورة الدستورية والتنمية السوسيو-اقتصادية والنهضة الثقافية.
وأوضح ديلبيري أن العلاقات القائمة بين بلجيكا والمغرب توجد حاليا في أعلى مستوياتها، في ضوء التعاون الواضح، المباشر والناجع الذي يجمع البلدين الصديقين، والذي ينبغي أن ينطبق على العلاقات بين منطقتي شمال إفريقيا وغرب أوروبا.
وأضاف أن جائحة “كورونا” التي عمت العالم بأسره، عطلت بعض المبادرات التي كانت مبرمجة من أجل تعزيز العلاقات الثنائية، لكن ومع بداية رؤية نهاية النفق، تزداد الرغبة في مباشرة مبادرات جديدة في سياق التعاون بين البلدين.
أما السيد عبد الفتاح ورزازي، مدير مشروع “ماغرب بيلجيوم إمبولس”، فاستعرض في مداخلة عبر تقنية التناظر المرئي، مختلف الامتيازات التي يوفرها المغرب للمستثمرين الأجانب الراغبين في تنفيذ مشاريع في المملكة، والتي تحفز على الاستثمار في ظروف تنافسية على المستوى الإقليمي والقاري.
وأوضح ورزازي أن هذه الحزمة المميزة من التحفيزات، لاسيما في المجال الضريبي، تستلهم من النموذج التنموي الجديد، الذي يشجع بشكل غير مسبوق على الاستثمار، المحفز الرئيسي للتنمية وإحداث مناصب الشغل.
يشار إلى أن النسخة الخامسة من الملتقى، الذي سينظم بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، ستشمل زيارات لعدد من المقاولات والمؤسسات، ندوات، موائد مستديرة، إلى جانب اكتشاف المطبخ المغربي وعدد من التظاهرات الثقافية، وهو ما سيشكل فرصة سانحة لـ 50 مشاركا للاستفادة من فتح استثمارات معينة بمختلف أرجاء البلاد، وربط علاقات استثمارية جديدة.