في خطوة تعكس التقدير الدولي للكفاءات المغربية، اختارت منظومة الأمم المتحدة الإنمائية بالمغرب، الدكتورة غزلان بنجلون شخصية سنة 2024، تقديراً لجهودها المتواصلة في مجال الصحة النفسية للأطفال وحماية حقوقهم. هذا التكريم الذي جاء بمناسبة يوم الأمم المتحدة، يسلط الضوء على مسيرة مهنية حافلة بالعطاء والإنجازات في خدمة الطفولة المغربية.
تجمع الدكتورة بنجلون في مسيرتها المهنية بين الخبرة الأكاديمية والعمل الميداني، حيث تشغل منصب أستاذة التعليم العالي في مجال طب نفس الأطفال ورئيسة قسم طب نفس الأطفال في مستشفى ابن رشد الجامعي بالدار البيضاء. كما تتولى مسؤولية نائبة رئيس المرصد الوطني لحقوق الطفل، مما يجعلها شخصية محورية في مجال حماية حقوق الطفل على المستوى الوطني.
وقد أشادت المنسقة المقيمة لمنظومة الأمم المتحدة الإنمائية بالمغرب، ناتالي فوستير، بالتزام الدكتورة بنجلون تجاه الأجيال الشابة المغربية، مؤكدة أن هذا الاختيار يعكس اعتراف جميع وكالات الأمم المتحدة في المغرب بجهودها المتميزة في هذا المجال. وفي المقابل، عبرت بنجلون عن اعتزازها بهذا التكريم، مهدية إياه لكل من يناضل من أجل حقوق الأطفال.
يمتد تأثير الدكتورة بنجلون إلى ما هو أبعد من حدود المغرب، فهي عضو في عدة منظمات دولية، منها المكتب الدولي لحقوق الطفل، والجمعية الأوروبية لعلم نفس الأطفال والمراهقين. كما تساهم بفعالية في الجمعية الدولية “قضية الرضع”، مما يعكس البعد الدولي لخبرتها والتزامها.
تتميز مقاربة الدكتورة بنجلون بطابعها الإنساني العميق، وقربها من العائلات والأطفال، حيث نجحت في تطوير مبادرات ملموسة للوقاية من الاضطرابات النفسية منذ الطفولة. كما تمكنت من حشد مختلف الفاعلين من القطاعين العام والخاص حول قضايا الطفولة، مما ساهم في تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية للأطفال.
يأتي هذا التكريم في إطار مبادرة جديدة أطلقتها الأمم المتحدة بالمغرب، تهدف إلى الاحتفاء بالشخصيات التي تساهم في تعزيز قيم المنظمة الدولية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويشكل اختيار الدكتورة بنجلون نموذجاً ملهماً للعمل المدني في خدمة المجتمع، ودليلا على أهمية الاستثمار في الصحة النفسية للأطفال كركيزة أساسية لبناء مجتمع سليم ومستدام.