ملتقى النقل السياحي: رؤية جديدة لتعزيز التنمية والابتكار
يحتضن متحف محمد السادس لحضارة الماء بمدينة مراكش، فعاليات الملتقى الوطني الثالث للفدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، الذي يستمر لغاية 28 نونبر. يُنظم الملتقى تحت شعار “رؤية جديدة لقطاع النقل السياحي على ضوء الاستراتيجية الملكية ورهانات التنمية”، بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ووزارة النقل واللوجستيك.
في كلمته الافتتاحية، أوضح محمد بامنصور، رئيس الفدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، أن اختيار شعار الملتقى جاء ليعكس التوجه نحو انطلاقة جديدة للقطاع. وتهدف الفدرالية من خلال هذا الملتقى إلى تعزيز قدراتها الاقتراحية بالتعاون مع المؤسسات الرسمية، مع التركيز على تقوية القطاع مالياً وتنظيمياً استعداداً للأحداث العالمية الكبرى التي ستحتضنها المملكة، بدءاً من كأس إفريقيا للأمم وصولاً إلى كأس العالم لكرة القدم 2030.
وأشار بامنصور إلى أن استراتيجية الفدرالية للسنوات الخمس المقبلة لا تقتصر على تحقيق أهداف محدودة، بل تسعى لتأسيس قاعدة صلبة تضع المغرب في صدارة الوجهات العالمية، مؤكداً أن تنوع المملكة الجغرافي والثقافي، إلى جانب إرثها الحضاري الفريد، يمنحها القدرة على التنافس مع أكبر الأسواق السياحية في العالم.
استعرض محمد بامنصور، رئيس الفدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، خلال الملتقى الوطني الثالث، استراتيجية عمل تمتد بين 2024 و2026، تركز على ثلاثة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز القطاع والنهوض به. المحور الأول يتناول ابتكار وجهات سياحية جديدة تُسهم في تنويع المنتجات السياحية وتوسيع العرض، فيما يركز المحور الثاني على تحسين التنظيم الداخلي للقطاع، وحمايته من التحديات التي تواجهه، ودعمه ليصبح أكثر استدامة. أما المحور الثالث، فيتمحور حول التكوين المهني وتطوير الكفاءات البشرية، مع السعي لتحسين جودة الخدمات المقدمة للزبائن، بما يضمن تجربة سياحية متميزة تتماشى مع تطلعات السوق المحلية والدولية. هذه المحاور تهدف إلى التأسيس لمرحلة جديدة تنطلق من المناظرة الوطنية للنقل السياحي المزمع عقدها قريباً، لتكون منصة عملية لحل الإشكاليات القائمة وتطوير القطاع بما يواكب التحولات العالمية.
أشار بامنصور إلى أن المغرب يمتلك رصيداً ضخماً من المناظر الطبيعية والمآثر التاريخية، إلا أن عدداً كبيراً منها لا يحظى بالترويج الكافي، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. وأرجع ذلك إلى ضعف البنية التحتية ونقص التوعية المهنية، مما يؤدي إلى إهمال العديد من الوجهات السياحية.
أكد رئيس الفدرالية أن القطاع لا يزال يعاني من تداعيات جائحة كوفيد-19 والأزمات المتعاقبة، مثل الحروب والكوارث الطبيعية. وأوضح أن الدعم الحكومي الموجه للقطاع السياحي، وخصوصاً النقل السياحي، لا يزال ضعيفاً مقارنة بقطاعات أخرى. ودعا إلى تحقيق العدالة القطاعية وضمان الاهتمام الكافي بالعاملين في هذا المجال دون تمييز.